ثمّ قال رحمهالله تعالى :
واحذف من المقصور في جمع على |
|
حدّ المثنّى ما به تكمّلا |
هذا شروع في جمع المقصور ، يعني : أنّك إذا جمعت الاسم المقصور الجمع الّذي على حدّ المثنّى ، وهو جمع المذكّر السّالم ـ حذفت ما تكمّل (١) به ، وهو الألف ، وسبب حذفها التقاء السّاكنين ، لأنّ الألف ساكنة ، وواو (٢) الجمع ساكنة ، فإذا حذفت الألف لالتقاء السّاكنين ، أبقيت الفتحة (٣) الّتي قبلها ، لتدلّ عليها ، وإلى ذلك أشار فقال رحمهالله تعالى :
والفتح أبق مشعرا بما حذف |
|
... |
فتقول في نحو : «موسى ، ومصطفى» : «موسون (٤) / ، ومصطفون» رفعا ، و «موسين ، ومصطفين» جرّا ونصبا (٥).
ثمّ انتقل إلى جمع المقصور جمع المؤنّث السّالم ، فقال رحمهالله تعالى :
... |
|
وإن جمعته بتاء وألف |
فالألف اقلب قلبها في التّثنيه |
|
وتاء ذي التّا ألزمنّ تنحيه |
«الهاء» في «جمعته» عائد على المقصور ، أي : (إن) (٦) جمعت المقصور بألف وتاء ـ اقلب ألفه كما قلبتها في التثنية ، ففهم منه : أنّها إذا كانت رابعة فصاعدا ، أو ثالثة منقلبة عن ياء ، أو مجهولة سمعت إمالتها ـ قلبت ياء ، وإن كانت ثالثة منقلبة عن (٧) واو ، أو مجهولة (٨) لم يسمع إمالتها ـ قلبت واوا.
__________________
انظر شرح الأشموني : ٤ / ١١٤ ، شرح المرادي : ٥ / ٢٤ ، الهمع : ١ / ١٤٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩٥ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٥٩.
(١) في الأصل : يكمل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٥.
(٢) في الأصل : وأوو. انظر شرح المكودي بحاشية الملوي : ١٦٩.
(٣) في الأصل : الفتح. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.
(٤) في الأصل : موسون. مكرر.
(٥) وجوز الكوفيون إجراءه كالمنقوص فضموا ما قبل الواو ، وكسروا ما قبل الياء مطلقا ، حملا له على السالم ، وحكاه ابن ولاد لغة عن بعض العرب. نقل ابن مالك عنهم تفصيلا ، وهو إجراء ذلك في الأعجمي كـ «موسى» ، وما فيه ألف زائدة كـ «أرطى وحبلى» علمي مذكر ، بخلاف ما ألفه عن أصل. انظر الهمع : ١ / ١٥٤ ـ ١٥٥ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ١٠٣ ـ ١٠٤ ، شرح المرادي : ٥ / ٢٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٠٠ ، التسهيل : ١٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩٧ ، شرح الأشموني : ٤ / ١١٤.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.
(٧) في الأصل : نحو. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.
(٨) في الأصل : أو. ساقط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.