فإن كان آخر الاسم المقصور تاء ، فقد أشار إليه بقوله :
وتاء ذي التّا ألزمنّ تنحيه
يعني : أنّ ما آخره تاء من المقصور تحذف منه التّاء ، لئلا يجمع بين تاءي تأنيث ، فتقول في «فتاة ، (وقناة) (١)» : «فتيات ، وقنوات».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والسّالم العين الثّلاثي اسما أنل |
|
إتباع عين فاءه بما شكل |
إن ساكن العين مؤنّثا بدا |
|
مختتما بالتّاء أو مجرّدا |
يعني : أنّ ما جمع بألف وتاء ، وكانت فيه هذه الشروط المذكورة في هذين البيتين ، جاز إتباع عينه لفائه في الحركة ، فتفتح عينه إن كانت الفاء مفتوحة ، وتضمّ إن كانت مضمومة ، وتكسر إن كانت مكسورة.
والشّروط المذكورة خمسة :
الأوّل : أن يكون سالم العين ، / واحترز به عن شيئين :
أحدهما : المضعّف (٢) ، نحو : «جنّة ، وجنّة ، وجنّة (٣)» (٤).
والآخر : المعتلّ العين ، وشمل ما عينه ألف ، نحو «دار» ، وما أوّله مضموم ، نحو : «سورة» ، وما أوّله مكسور ، نحو : «ديمة» (٥) ، وما أوّله مفتوح ، نحو «بيضة» ، فلا يتبع شيء من ذلك ، إلا ما أوّله مفتوح ، فإنّ فيه لغتين على ما سنذكر.
الثّاني : أن يكون ثلاثيّا ، واحترز به من الزّائد على الثّلاثة ، فلا يغيّر (٦).
الثّالث : أن يكون اسما ، واحترز به من الصّفة ، نحو : «صعبة» ، فإنّه لا يتبع. وهذه الشّروط الثّلاثة مفهومة من قوله : «والسّالم العين الثّلاثي اسما».
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.
(٢) في الأصل : الضعف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.
(٣) في الأصل : وجبة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.
(٤) الجنة : ـ بفتح الجيم ـ الحديقة ذات الشجر والنخل ، وهي أيضا دار النعيم في الآخرة ، والجنة ـ بالضم ـ : ما واراك من السلاح واستترت به ، والجنة ـ بالكسر ـ اسم جماعة الجن ذكورا أو إناثا.
انظر حاشية ابن حمدون ٢ / ١٢٦ ، اللسان : ١ / ٧٠٢ ـ ٧٠٥ (جنن) ، حاشية الصبان : ٤ / ١١٦ ، المصباح المنير : ١ / ١١١ ـ ١١٢ (جنن).
(٥) الدّيمة : المطر الدائم الذي لا رعد فيه ولا برق ، وأقله ثلث يوم أو ثلث ليلة. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٦ ، واللسان : ٢ / ١٤٦٧ (ديم).
(٦) في الأصل : فلا يضر. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٦.