وبقي من أسباب الإمالة سبب سادس يأتي الكلام عليه حيث ذكره (١).
ثمّ انتقل إلى موانع (٢) الإمالة. فقال رحمهالله تعالى :
وحرف الاستعلا يكفّ مظهرا |
|
من كسر او يا وكذا تكفّ را |
يعني : أنّ حرف الاستعلاء والرّاء ـ يكفّان سبب الإمالة.
وشمل حرف الاستعلاء سبعة أحرف يجمعها «قظ خصّ ضغط».
وعلى هذا فالحروف الكافّة للإمالة ثمانية إلا أنّ جميع هذه الأحرف لا تمنع جميع أسباب الإمالة ، بل تمنع الإمالة إذا كان سببها كسرة ظاهرة ، أو ياء موجودة (٣) وكان بعد الألف حرف (من أحرف) (٤) الاستعلاء ، وكان حرف الاستعلاء متّصلا ، أو مفصولا بحرف أو حرفين ، وكانت (٥) الراء مضمومة أو مفتوحة (٦).
__________________
(١) وذلك عند قوله :
وقد أمالوا لتناسب بلا |
|
داع سواه كعمادا وتلا |
انظر ص ٣٨٥ / ٢ من هذا الكتاب.
(٢) في الأصل : مواضع. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٦٥.
(٣) في الأصل : مرفوعة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٦٥ ، وقد صرح ابن مالك في شرح الكافية والتسهيل بأن حرف الاستعلاء والراء غير المكسورة تمنع الإمالة إن كان سببها كسرة ظاهرة أو ياء موجودة. واعترض ذلك أبو حيان فقال : لم نجد ذلك في الياء وإنما يمنع مع الكسرة فقط ، وعليه فيجوز إمالة نحو «طغيان» و «صياد» ، و «ريان» ، ونحو «بياض» و «هذه أبيارك» مما تقدم فيه المانع أو تأخر. انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٩٧٣ ، التسهيل : ٣٢٥ ، شرح المرادي : ٥ / ١٩٤ ، الهمع : ٦ / ١٨٨ ـ ١٨٩ ، الأشموني مع الصبان : ٤ / ٢٢٦ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٨١.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٦٥.
(٥) في الأصل أو كانت. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٦٦.
(٦) هذا عند الجمهور ، وبعض العرب يميل ولا يلتفت إلى الراء. ومثال كف حرف الاستعلاء الكسر الظاهر : «فاقد» ، ومثال كفه الياء الظاهرة : «ضياع» ـ بفتح الضاد ، مصدر ضاع يضيع ـ ، ومثال كف الراء الكسر الظاهر : «راكب» ، ومثال كفه الياء الظاهرة : «رياحين». والكسر المقدر والياء المقدرة التي لا يكفها مستعمل ولا راء ، مثال الكسر المقدر الذي لا يكفه مستعمل : «خاف» فإن سبب إمالته كون ألفه منقلبة عن واو مكسورة ، والكسر الآن مقدر ، ومثال الياء المقدرة التي لا يكفها مستعل : «بقى» من البقاء ، فإن سبب إمالته كون الألف بدلا من الياء ، والياء مقدرة.
انظر في ذلك ارتشاف الضرب : ١ / ٢٤٠ ، الهمع : ٦ / ١٨٩ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٦٥ ـ ١٦٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٤٩ ، شرح الشافية للرضي : ٣ / ١٥ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٨١.