وأمّا الّلام : ففيها تفصيل أشار إليه ، فقال رحمهالله تعالى :
... |
|
... وهي لا يكف |
إعلالها بساكن غير ألف |
|
أو ياء التّشديد فيها قد ألف |
يعنى : أنّ لام الكلمة إذا كان واوا أو ياء متحرّكين بعد فتحة ، وبعدهما ساكن : فإمّا أن يكون السّاكن ألفا ، أو ياء مشدّدة ، أو غيرهما. فإن كان غيرهما ، لم يكفّ الإعلال ، نحو «رموا ، وغزوا ، ويخشون ، ويرضون» ، لأنّ أصلها (١) «رميوا ، وغزووا ، ويخشيون ، ويرضيون» (٢) فقلبت في ذلك كلّه الواو والياء ـ ألفا ، ثمّ حذفت لالتقاء السّاكنين. وإن كان السّاكن ألفا أو ياء مشدّدة كفّا (٣) الإعلال ، نحو «رميا ، وغزوا ، ومعنويّ ، وعلويّ».
وإنّما لم يكفّ السّاكن إعلال الّلام / لقربها من الطّرف ، وإنّما كفّت (٤) الألف ، والياء المشدّدة إعلالها ، لأنّهم لو أعلّوا «رميا ، وغزوا» لصار «رمى ، وغزا» فيلتبس بفعل الواحد (٥).
وأمّا نحو : «علويّ» فلم تبدل لامه ألفا ، لأنّه في موضع تبدل فيه الألف واوا. ثمّ إنّه قد يعرض للواو والياء المذكورتين أسباب تمنعها من الإعلال ، أشار إلى الأوّل منها ، فقال رحمهالله تعالى :
وصحّ عين فعل وفعلا |
|
ذا أفعل كأغيد وأحولا |
يعني : أنّ ما كان من الأفعال على وزن «فعل» ، وكان مصدره (على «فعل») (٦) ممّا جاء اسم فاعله على «أفعل» (٧) يصحّح هو ومصدره ، وإن كان مستوفيا لشروط الإعلال ، نحو «غيد غيدا (٨) ، وحول حولا» (٩) وسبب تصحيحهما : أنّ «حول» وشبهه من أفعال الخلق والألوان.
__________________
(١) في الأصل : أصلهما. انظر المكودي بحاشية الملوي : ٢٤٠.
(٢) في الأصل : ويخشون ويرضون. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٣) في الأصل : لفا. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٤) في الأصل : لفت. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٥) في الأصل : الواو. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٦) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٧) في الأصل : أفعلة. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٨) الغيد : النعومة ، والغيداء : المرأة المتثنية من اللين ، وقد تغايدت في مشيها. وقد صرف الناظم هنا «أغيد» للضرورة.
انظر اللسان : ٥ / ٣٣٢٤ (غيد) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٣ ، حاشية الصبان : ٤ / ٣١٦.
(٩) الحول في العين : أن يظهر البياض في مؤخرها ، ويكون السواد من قبل الماق ، وقيل : الحول