وقياس الفعل في (١) (ذلك) (٢) أن يأتي على «افعلّ» ، نحو «احولّ احولالا ، واعورّ اعورارا» فصحّ عين فعله ومصدره ، لأنّهما في معنى ما لا يعلّ (٣) ، لعدم الشّروط.
ثمّ أشار (إلى الثّاني) (٤) ، فقال :
وإن يبن تفاعل من افتعل |
|
والعين واو سلمت ولم تعلّ |
يعني : أنّ وزن «افتعل» من الواويّ العين ، إذا أظهر (٥) معنى «تفاعل» ممّا يدلّ على الاشتراك ـ صحّ (٦) ، نحو «اجتوروا» بمعنى «تجاوروا».
وإنّما صحّ مع توفّر شروط الإعلال ، لأنّه حمل على «تفاعل» الّذي بمعناه وليس في «تفاعل» شروط الإعلال.
وفهم منه : أنّ / وزن «افتعل» إذا لم يبن معنى «تفاعل» أعلّ على مقتضى القياس نحو «اعتاد ، وارتاب» أصلهما «اعتود ، وارتيب».
وفهم من قوله أيضا : «والعين واو» أنّ ما عينه ياء ـ أعلّ ، وإن أبان معنى «تفاعل» ، نحو «استافوا» أي : تضاربوا بالسّيوف (٧).
وإنّما أعلّت في ذلك الياء دون الواو (٨) ، لثقل الواو في المخرج (٩) ، بخلاف الياء.
__________________
إقبال الحدقة على الأنفس ، وقيل : ذهاب حدقتها قبل مؤخرها. انظر اللسان : ٢ / ١٠٥٨ (حول).
(١) في الأصل : الفعل في. مكرر.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٣) في الأصل : يعمل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٣.
(٥) في الأصل : ظهر. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٤.
(٦) في الأصل : وصح.
(٧) انظر اللسان : ٣ / ٢١٧١ (سيف) ، شرح المرادي : ٦ / ٥٢ ، شرح المكودي : ٢ / ١٩٤.
(٨) في الأصل : الواو دون الياء. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٤. قال ابن حمدون في حاشيته (٢ / ١٩٤): «وقوله : إنما أعلت في ذلك الياء دون الواو» هذه النسخة هي الصواب ، وفي بعض النسخ : «وإنما أعلت في ذلك الواو دون الياء» ، وهي فاسدة ، لأن الذي يعل إنما هو الياء لا الواو ، وفي بعض النسخ : وإنما صححت في ذلك الواو ... إلخ ، وهي صحيحة أيضا». وقال الملوي في حاشية على المكودي (٢٤٠): «وصوابه أن يقول : «وإنما أعلت في ذلك الياء دون الواو لقرب الياء من الألف في المخرج بخلاف الواو».
(٩) قال ابن حمدون في حاشيته (٢ / ١٩٤): «وقوله : «لثقل الواو» هكذا في غالب النسخ ،