ثمّ أشار إلى الثّالث ، فقال :
وإن لحرفين ذا الإعلال استحقّ |
|
صحّح أوّل .... |
يعني : إذا اجتمع في كلمة حرفا علّة ، وكلّ واحد منهما متحرّك ، ومفتوح ما قبله ، فلا بدّ من إعلال أحدهما ، وتصحيح الآخر ، لئلا يتوالى إعلالان ، والأحقّ بالإعلال منهما الثّاني ، لتطرّفه ، وذلك نحو «الهوى (١) ، والجوى (٢)(٣) ، والحيا (٤)» أصلها «هوي ، وجوي ، وحيي» ، فالسّبب المانع من إعلال الأوّل فيهما ـ إعلال الثّاني.
وقد يعلّ الأوّل ، ويصحّح (٥) الثّاني ، فقال منبّها عليه رحمهالله تعالى :
... |
|
... وعكس قد يحقّ |
ومن (٦) ذلك قولهم : «راية ، وطاية ، وغاية».
وفهم قلّة ذلك من قوله : «قد يحقّ».
ثمّ أشار إلى الرّابع ، فقال :
وعين ما آخره قد زيد ما |
|
يخصّ الاسم واجب أن يسلما |
يعني : أنّه يمنع من قلب الواو والياء ألفا ، لتحرّكهما وانفتاح ما قبلهما ـ
__________________
وهي علة غير صواب ، لأن الثقل إنما يناسبه الإعلال لا التصحيح ، لأن القلب تخفيف ، وفي بعض النسخ : «لبعد الواو في المخرج» ، أي : من الألف ، وهي أولى ، وبيانها : أن الواو بعد من مخرج الألف بعدا جدا ، فلهذا لم تعل ، والياء بعيدة أيضا من مخرج الألف ، إلا أن بعدها ليس كبعد الواو ، فاستحقت الإعلال ، وليس المراد أن الياء قريبة من مخرج الألف بل بينهما بعد». انتهى. وانظر حاشية الملوي : ٢٤٠.
(١) الهوى : ميل النفس إلى الشيء ، وتشاع في المذموم. انظر حاشية الخضري : ٢ / ٢٠٢ ، اللسان : ٦ / ٤٧٢٨ (هوى).
(٢) الجوى : الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن. انظر اللسان : ١ / ٧٣٤ (جوا).
(٣) تبع ابن طولون في التمثيل بـ «الجوى» المكودي ، والأولى أن يمثل بـ «الحوى» لتكتمل الأمثلة ، فيكون «الهوى» مثالا لما اجتمع فيه الواو والياء ، و «الحوى» مثالا لما اجتمع فيه واوان ـ لأنه من الحوّة ، وهي سمرة الشفتين ـ و «الحيا» مثالا لما اجتمع فيه ياآن. أما التمثيل بـ «الجوى» فلا فائدة منه ، لأنه مثال لما اجتمع فيه واو وياء ، وقد مثل له بـ «الهوى».
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٨٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣١٦ ، حاشية الخضري : ٢ / ٢٠٣ ، اللسان : ٢ / ١٠٦١ (حوى) ، شرح المكودي : ٢ / ١٩٤.
(٤) الحيا ـ مقصور ـ : المطر. انظر حاشية الخضري : ٢ / ٢٠٢ ، اللسان : ٢ / ١٠٧٨ (حيا).
(٥) في الأصل : ويصح. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٤.
(٦) في الأصل : من. ساقط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٤.