فأفرد في قوله «كلت» فدلّ على أنّ «كلتا» مثنّى ، واستدلّوا على ذلك ـ أيضا ـ بأنّ الألف فيهما (١) تنقلب إلى الياء في حال (٢) النّصب والجرّ إذا أضيفتا إلى المضمر ؛ تقول : «رأيت الرّجلين كليهما ، ومررت بالرّجلين كليهما» ، وكذلك تقول : «رأيت المرأتين كلتيهما ، ومررت بالمرأتين كلتيهما» ولو كانت الألف المقصورة ، لم تنقلب ، كألف «عصا» / ونحوها / (٣). وما ذهب إليه الكوفيّون ليس بصحيح ، فأمّا استدلالهم بقول الشّاعر / في البيت المتقدّم / (٤) : في كلت رجليهما سلامى واحدة ، فلا حجّة فيه ؛ لأنّه يحتمل أنّه حذف الألف لضرورة الشّعر ؛ وأمّا قولهم : إنّها تنقلب في حال النّصب والجرّ إذا أضيفت إلى المضمر ؛ قلنا إنّما قلبت مع المضمر ؛ لأنّها أشبهت / ألف / (٥) : «إلى ، وعلى ، ولدى» فلمّا أشبهتها ؛ قلبت ألفها مع المضمر ياء ، كما قلبت ألف «إلى ، وعلى ، ولدى» مع المضمر في «إليك ، وعليك ، ولديك» ووجه المشابهة بينهما (٦) وبين هذه الكلم ، أنّ هذه الكلم (٧) يلزم دخولها على الاسم ، ولا تقع إلّا مضافة ، كما أنّ هذه الكلم (٨) (يلزم دخولها على الاسم ، وإنّما قلبت في حالة الجرّ والنّصب دون الرّفع ؛ لأنّ هذه الكلم) (٩) لها حال النّصب والجرّ وليس لها حال الرّفع.
[توكيد النّكرات]
فإن قيل : فهل يجوز توكيد النّكرة؟ قيل : إن كان التّوكيد بتكرير اللّفظ جاز توكيد النّكرة ، كما يجوز توكيد المعرفة ؛ نحو : «جاءني رجل رجل» وإن كان التّوكيد بتكرير المعنى ، فقد اختلف النّحويّون في ذلك ؛ فذهب البصريّون إلى أنّه لا يجوز ، وذلك ؛ لأنّ كلّ واحد (١٠) من هذه الألفاظ التي يؤكّد بها معرفة ، فلا يجوز أن يجري على النّكرة تأكيدا ، كما لا يجوز أن يجري عليها
__________________
على السّلاميات. والبيت في وصف نعامة. وفي (ط) رجليهما ، والصّواب ما أثبتناه من (س).
موطن الشّاهد : (كلت رجليها).
وجه الاستشهاد : ذهب الكوفيّون إلى أنّ إفراد «كلتا» في هذا البيت دليل على أنّ «كلتا» مثنّى ، والألف فيها ألف التثنية ؛ وقد ردّ المؤلّف احتجاجهم هذا في المتن بما يغني عن الإعادة.
(١) في (س) فيها. (٢) في (س) حالة.
(٣) سقطت من (س). (٤) سقطت من (س).
(٥) سقطت من (س).
(٦) في (س) بينها.
(٧) في (س) الكلمة.
(٧) في (س) الكلمة.
(٨) سقطت من (ط).
(٩) سقطت من (ط).