وصفا. وذهب الكوفيّون إلى أنّه يجوز ، واستدلّوا على جوازه بقول الشّاعر (١) : [البسيط]
لكنّه شاقه أن قيل ذا رجب |
|
يا ليت عدّة حول كلّه رجب (٢) |
فجرّ «كلّا» على التّوكيد لحول (٣) ؛ وهو (٤) نكرة ، واستدلّوا ـ أيضا ـ بقول الشّاعر (٥) : [الرّجز]
إذا القعود كرّ فيها حفدا |
|
يوما جديدا كلّه مطرّدا (٦) |
فأكّد «يوما» ؛ وهو نكرة ب «كلّه» ، واستدلّوا ـ أيضا ـ بقول الآخر (٧) : [الرّجز]
قد (٨) صرّت البكرة يوما أجمعا |
|
[حتى الضّياء بالدّجى تقنّعا](٩) |
__________________
(١) لم ينسب إلى قائل معيّن.
(٢) موطن الشّاهد (حول كلّه).
وجه الاستشهاد : استدلّ الكوفيّون بهذا البيت على جواز توكيد النّكرة ؛ حيث أكّد الشّاعر «حول» وهي نكرة ب «كلّ» ؛ ومثل هذا التّوكيد شاذّ عند البصريّين ؛ لأنّهم يشترطون اتّحاد التّوكيد والمؤكّد في التّعريف. وقد فنّد المؤلّف حجّة الكوفيّين بإيراده الرّواية الثّانية للبيت «يا ليت عدّة حولي».
(٣) في (ط) بحول ، والصّواب ما أثبتنا من (س).
(٤) في (ط) وهذه.
(٥) لم ينسب إلى قائل معيّن.
(٦) المفردات الغريبة : القعود من الإبل : ما يقتعده الرّاعي في حاجاته. الحفد : نوع من سير الإبل. يوم مطرّد : يوم كامل.
موطن الشّاهد : (يوما جديدا كلّه) وجه الاستشهاد : استشهد به الكوفيّون على جواز توكيد النّكرة ، وقد ردّ المؤلّف في المتن بما يغني عن الإعادة.
(٧) لم ينسب إلى قائل معيّن ، وربّما كان مصنوعا ، كما قال بعض البصريّين.
(٨) في (ط) وقد.
(٩) المفردات الغريبة : صرّت : صوّتت. البكرة : الفتيّة من الإبل ؛ والمعنى : ظلّوا يمتحون عليها الماء حتّى حلّ الظّلام.
موطن الشّاهد : (يوما أجمعا).
وجه الاستشهاد : استشهد به الكوفيّون على تأكيد النّكرة «يوما» ب «أجمعا» ؛ وهذا البيت لا يصحّ شاهدا ؛ لكونه مجهول النّسبة ، وقد يكون موضوعا. ثمّ لو صحّ هذا شاهدا ؛ لكان من باب الشّاذّ ؛ والشّاذّ يحفظ ، ولا يقاس عليه.