حبست ؛ والقصر : الحبس ؛ ومنه يقال : امرأة مقصورة ، وقصيرة ، وقصورة ؛ قال الله تعالى : (حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ)(١) ؛ أي محبوسات ؛ وقال الشّاعر (٢) : [الطّويل]
وأنت التي حبّبت كلّ قصيرة |
|
إليّ ولم تشعر بذاك القصائر |
عنيت قصيرات الحجال ولم أرد |
|
قصار الخطا ، شرّ النّساء البحاتر (٣) |
ويروى : قصورة ، والبهاتر : القصار بمعنى واحد.
[الاسم المقصور ضربان]
وهو على ضربين ؛ منصرف ، وغير منصرف ؛ فالمنصرف : ما دخله التّنوين ؛ نحو : هذه عصا ورحى ، ورأيت عصا ورحى ، ومررت بعصا ورحى ، والأصل فيه : عصو ، ورحي ، إلّا أنّ الواو والياء ، لمّا تحرّكا ، وانفتح ما قبلهما ؛ قلبا ألفين ، وحذفت الألف منهما ؛ لسكونها وسكون التّنوين ، وكان حذفها أولى لما ذكرناه في حذف الياء ؛ نحو : قاض.
[الوقف على الاسم المقصور]
فإن وقفت على شيء من هذا الضّرب ، فقد اختلف النّحويّون فيه على مذاهب ؛ فذهب سيبويه (٤) إلى أنّ الوقف في حالة الرّفع والجرّ على الألف المبدلة من الحرف الأصليّ ، وفي حالة النّصب على الألف المبدلة من التّنوين حملا (٥) للمعتلّ على الصّحيح ، وذهب أبو عثمان المازنيّ (٦) إلى أنّ الوقف في الأحوال
__________________
(١) س : ٥٥ (الرّحمن : ٧٢ ، مد).
(٢) الشّاعر : كثيّر عزّة ؛ وهو كثيّر بن عبد الرّحمن الخزاعيّ ، صاحب عزّة ، أحد الشّعراء العشّاق في العصر الأمويّ ؛ له ديوان شعر مطبوع. مات سنة ١٠٥ ه. الشّعر والشّعراء ١ / ٥٠٣.
(٣) المفردات الغريبة : القصائر : جمع قصيرة. الحجال : إمّا جمع حجلة ، كالقبّة ، وموضع يزيّن بالثّياب والسّتور للعروس. وإمّا الخلخال.
البحاتر : جمع بحتر ، وهو القصير المجتمع الخلق ؛ ويروى البهاتر ـ كما جاء في النّسخة «س» ـ وهما بمعنى واحد. جاء في القاموس المحيط : والبهترة ـ بالضّمّ ـ القصيرة ، كالبهتر. وبالفتح الكذب. القاموس المحيط : مادة «بهتر» ص : ٣٢٠.
(٤) سيبويه : عمرو بن قنبر ، أخذ النّحو عن الخليل بن أحمد ، وكان من أعلم النّاس به بعده ؛ له «الكتاب» الذي سمّاه النّاس لأهميّته «قرآن النّحو». مات بشيراز سنة ١٨٠ ه. مراتب النّحويّين ٦٤.
(٥) في (ط) عملا ؛ وربّما كان غلطا مطبعيّا.
(٦) المازنيّ : أبو عثمان ، بكر بن محمد ، من متقدّمي النّحاة ؛ أخذ عنه المبرّد ، وغيره ؛ من