وعبد الله بن مسعود ، وأُبيّ بن كعب ، وعائشة ، وحفصة ...
هذا ما فعله السابقون في هذا المجال ، وكان الحق معهم ، فلا يجوز متابعة أولئك ... ولا يجوز الأخذ بالكتب المذكورة ... في كل شيء ...
والكتّاب المعاصرون ... تناقضوا ... فمن المشايخ والدكاترة كمحمد رشيد رضا ، وأحمد محمد شاكر ، وأحمد أمين ، والرافعي ، والخضري ، ومصطفى زيد ... وجماعة ، يخطّئون الصحابة بصراحةٍ ، ويردّون هذه الأحاديث ويبطلونها. يقول الرافعي : « ولا يتوهمنّ أحد أن نسبة بعض القول إلى الصحابة نص في أنّ ذلك القول صحيح ألبتة ، فإنّ الصحابة غير معصومين » (١) ويقول مصطفى زيد : « أمّا الآثار التي يحتجّون بها فمعظمها مروي عن عمر وعائشة ، ونحن نستبعد صدور مثل هذه الآثار عنهما ، بالرغم من ورودها في الكتب الصّحاح ، وفي بعض هذه الروايات جاءت العبارات التي لا تتّفق ومكانة عمر وعائشة ، ممّا يجعلنا نطمئن إلى اختلاقها ودسّها على المسلمين » (٢).
ومنهم من ألّف كتاباً أسماه ( الفرقان ) فجمع فيه طائفةً من تلك الروايات المروية عن الصّحابة ، معتقداً بصحّتها لكونها في الصحاح ، فأحدث ضجّة كبيرةً ـ كما أحدث كتاب عبد الرزاق ـ حتى طلب علماء الأزهر من الحكومة مصادرة الكتاب ! (٣) ولا ندري هل فعل بمؤلفه ما فعل بالقارئ البغدادي المسكين أولا ؟
* * *
وحول الصحابة ... قالوا : الصحابة كلّهم عدول ، وادّعى غير واحدٍ من أئمة القوم كابن عبد البرّ القرطبي ، وابن حزم الأندلسي ، وابن حجر العسقلاني (٤)
__________________
(١) إعجاز القرآن : ٤٤.
(٢) النسخ في القرآن ١ / ٢٨٣.
(٣) طبع هذا الكتاب بمطبعة دار الكتب المصرية سنة ١٣٦٧ ـ ١٩٤٨.
(٤) الاصابة ١ / ١٩ ، الاستيعاب ١ / ٨.