وقال ابن الأنباريّ : قال أبو عكرمة الضبي : يقال : هَيْلَلَ الرجلُ : إذا قال لا إله إلا اللهُ ، وقد أخذنا في الهَيْلَلَةِ : إذا أخذنا في التَّهْلِيل. قال أبو بكر : وهو مثل قولِهمْ حَوْلَقَ الرجلِ وحَوْقَلَ : إذا قال لا حول ولا قوة إلا باللهِ ؛ وأنشد :
فِدَاكَ من الأقوامِ كلُّ مُبَخَّل |
يُحَوْلِقُ إمّا سالَهُ العُرْفَ سائلُ |
قال : وقال الخليل : حَيْعَلَ الرجل إذا قال : حيّ على الصلاة ، قال : والعرب تفعل هكذا إذا كثُر استعمالهم الكلمتين ضمّوا بعضَ حروف إحداهما إلى بَعْضِ حروف الأخرى ، قولهم : لا تُبَرْقِلْ علينا ؛ والبَرْقلة : كلام لا يتبعه فعل ، مأخوذ من البَرْقِ الذي لا مَطَر معه. أخبرني المنذريّ عن أبي العباس ، أنه قال : الحوقلة والبسملة والسبحلة والهيللة ، قال هذه الأربعةُ جاءت هكذا ، قيل له : فالحمدَلةُ ، فقال : لا ، وَأَنْكَرَه. ابن بزرج : هَلال المطر وهِلالُه ، وما أصابنا هِلَال ولا بِلال ولا طِلَالٌ. قال وقالوا : الهِلَلُ للأمطار ، واحدها هِلَّةٌ ؛ وأنشد :
مِنْ مَنْعِجٍ جَادَتْ رَوَابِيهِ الهِلَلُ
أبو عبيد عن الأصمعيّ : انهلّت السماء : إذا صبّت ، واستهلّت : إذا ارتفَع صوتُ وقعها ، وكأن استهلال الصبيّ منه. وقال أعرابي : ما جاد فلان لنا بهِلَّةٍ ولا بِلّة. ويقال أهَلَ السيفُ بفلان : إذا قطع فيه ؛ وقال ابن أحمر :
وَيْلُ أُمِّ خِرْقٍ أَهَلَ المَشْرَفِيُّ به |
عَلَى الهَبَاءَةِ لا نِكْسٌ ولا وَرعُ |
وهلال البعير : ما استقْوَس منه عند ضُمْرِه ؛ وقال ابن هرمة :
وَطَارِقِ همٍّ قد قَرَيْتُ هِلَالَهُ |
يَخُبُّ إذا اعْتَلَّ المَطِيُّ ويَرْسُمُ |
أراد أنه قد فرَى الهمُّ الطارقُ سير هذا البعير ؛ وأما قوله :
وليستْ لها رِيحٌ ولكن وَدِيقَةٌ |
يَظَلُّ بها السَّامي يُهِلُ وَيَنْقَعُ |
فالسَّامي الذي يطلب الصيد في الرمضاء ، يلبس مِسْحَاتَيْهِ ويُثِيرُ الظِّباء من مَكانِسها ، رَمِضَتْ تشقّقت أظلافها ويُدْرِكها السامي فيأخذها بيده ، وجمعه السُّمَاةُ. وقال الباهليّ في قوله : يُهِل : هو أن يرفَع العطشانُ لسانه إلى لهاتِه فيجمع الريق ؛ يقال جاء فلان يُهِلُ من العطش. والنقْعُ جمع الريق تحت اللسان. أبو عبيد عن أبي زيد : يقال للحدَائِد التي تقم ما بين أحْنَاءِ الرحال : أهِلَّة ، واحدها هلال. وقال غيره هِلَال النَّوْءِ : ما استقْوَسَ منه. وقال اللحيانيّ : هالَلْتُ الأَجِيرَ مهالَّةً وهِلَالاً : إذا استأجَرْته من الهلال إلى الهلال بشيء معلوم. أبو عبيد عن أبي عمرو : هَلْهَلْتُ أُدْرِكُه ؛ أي : كنتُ أدركه. وقال ابن الأعرابيّ : الهلْهَلَةُ : الانتظار والتأنّي. وقال الأصمعيّ في قول حَرْمَلة بن حكيم :
هَلْهِلْ بِكَعْبٍ بَعْدَ ما وقَعَتْ |
فوقَ الجَبِين بِسَاعدٍ فَعْمِ |
قال : هَلْهِلْ بكعبٍ ؛ أي : أمهله بعدما وقعت به شَجَّةٌ على جبينه. ويقال : هَلْهَلَ