قال : وقد هفَ يَهِف هَفِيفاً. قال وموضع من البَطِيحةِ كثير القَصْبَاء فيه مُخْتَرَق للسُّفُن يقال له : زُقاق الهَفَّةِ. ويقال للجارية الهيفاءِ : مُهَفّفَةٌ ومُهَفْهَفَةٌ ؛ وهي : الخَمِيصةُ البطنِ ، الدقيقة الخَصْر ؛ وقال امرؤ القيس :
مُهَفْهَفَةٌ بيضاء غَيْرُ مُفَاضَةٍ
ورُوي عن علي رضي اللهُ عنه أنه قال في تفسير قول اللهِ جلّ وعزّ : (أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ) [البَقَرَة : ٢٤٨] قال : لها وجهٌ كوجْهِ الإنسان ، وهي بعدُ ريحٌ هفّافة ، يقال ريح هفَّافَةٌ ؛ أي : سريعة المَرِّ في هبوبها ، وجناح هفَّافٌ : خفيفُ الطيران ؛ وقال ابن أحمر يصف الظليم :
ويَلْحَفُهُنَ هفَّافاً ثَخِينَا
أي : يُلبسهن جناحاً ، وجعله ثَخيناً لترَاكُب الريش. ورجل هَفَّافُ القميص : إذا نُعِتَ بالخفّة ؛ وقال ذو الرُّمَّة في لغْزيَّاتِه :
وأَبْيَضَ هَفَّافِ القَميصِ أَخَذْتُهُ |
فجِئْتُ بهِ للقَومِ مُغْتصَباً قَسْرَاً |
أراد بالأبيض قلباً تغشَّاه شحْمٌ أبيض ، وقميص القلب : غِشاؤُه من الشحم ، وجعله هفَّافاً لرقته. ويقال : شُهْدَةٌ هِفَّةٌ : ليس فيها عسل ، وَغَيْمٌ هِفٌ : لا مَاءَ فيه ؛ وأما قول مزاحم :
كَبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ بِوعْسِ خَمِيلَةٍ |
يُهَفْهِفُهَا هَيْقٌ بِجُؤْشُوشِهِ صَعْلُ |
فمعنى يُهفهفها ؛ أي : يُحَرِّكُها ويَدْفَعُها لتُفْرِخَ عن الرَّأْل. ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الهَفُ : الهَازِبَا ، واحدته هَفَّةُ ، قال : وقال الأصمعيّ : هو الهِفُ ، بالكسر ، وقال عمارة : يقال للهَف : الحُسَاسُ. والهازِبَا : جِنْسٌ من السمك معروف.
وقال ابنُ الأعرابيّ : هَفْهَفَ الرجل : إذا كان مَمْشوق البدن ، كأنَّه غُصْنٌ يميد. أبو عبيد عن أبي عمرو : اليَهْفُوف : الحديدُ القلبِ. واليأْفُوفُ : الخفيف السريع. قال : وقال الفرَّاء : اليَهْفُوف : الأحمق. قلت : وكلّه من الخِفَّة.
فهّ : قال الليث : الفَهُ : الرجل العَييُّ عن حجته ، وامرأة فهَّةٌ. وقد فهِهْتَ يا رجل تَفَهُ. ورجل فَهٌ فَهيهٌ. أبو عبيد عن أبي زيد قال : الفَهُ : العَيِيُّ الكليلُ اللسان ؛ يقال منه : جئتُ لحاجةٍ فأفهَّنِي عنها فلان حتى فُهِهْتُ : إذا نسَّاكها. وقال ابن الأعرابيّ : أفهَّني عن حاجتي حتى فَهِهْتُ فَههَاً ؛ أي : شغَلني عنها حتى نسيتُها. قال : وفَهْفَهَ الرجلُ : إذا سقط من مرتبة عاليةٍ إلى سُفْلٍ. وفي حديث أبي عبيدة بن الجرّاح أنه قال لعمر حين قال له : ابسُط يدك أُبَايِعْك : ما رأيت منك فَهَّةً في الإسلام قَبْلَها ، أتبايعني وفيكم الصدّيقُ (ثانِيَ اثْنَيْنِ)؟ قال أبو عبيد : الفَهَّة : مثل السَّقْطَةِ والجَهْلَةِ. ورجل فَهٌ وفَهِيهٌ ؛ وأنشد :
فلم تَلْقَنِي فَهًّا ولَمْ تُلْفِ حُجَّتِي |
مُلَجْلَجةً أبغي لها من يُقِيمُها |
وقال شمر : قال ابن شميل : فَهَ الرجلُ في خُطْبته وحجَّتِه : إذا لم يَبْلُغْ فيها ولم يُشِفها. وقد فهِهْتَ في خطبتك فَهَاهَةً. قال : وأتيت فلاناً فبيَّنْتُ له أمري كله إلَّا شَيْئاً فإنِّي فهِهْتُه ؛ أي : نسيتهُ.