خدّيه خال مليح الوجه ، واضح الجبهة ، مكتسي الشعر أسوده ، ربع القامة ، عامي الألفاظ ، فذكر أنّه حمزة بن الحسين بن علي بن القاسم بن الحسن بن القاسم بن عبيد الله بن موسى الكاظم عليهالسلام ، وأظهر كتبا بصحّة دعواه ، وشهادة القاضي أبي عبد الرحمن الطالقاني قاضي الجزيرة بإمضاء الشهادات وثبوتها عنده.
فأحضرني النقيب بمجمع من الأشراف كثّرهم الله ، وسألني عن قصّة الرجل ، فقلت : هذا أمر شرعيّ حكميّ يتعيّن عليك العمل به وأكتب أنا ما تفعله ، فقال : بل تكتب حتّى أمضيه ، فكتبت خطّا متأوّلا ، إذا سئلت عنه أجبت عن صحّته من سقمه ، فأمضاه الشريف عميد الشرف المحمّدي حرسه الله ، وعدت إلى النقيب فأطلعته على ما في نفسي ، وانّ أبا المنذر النسّابة زعم أنّ الحسن بن القاسم درج ، وأنّ خطّي في تأوّل ، واندرج أمر حمزة بن الحسين على التعليل.
ثمّ إنّي قدمت الجزيرة لحاجة ، فجاءني الشريف أبو تراب الموسوي الأحول وأخوه في جماعة من العامّة نظارة يكبرون دخول حمزة في النسب ، وقال :دخل في ولد أبي الأدنى وهذا ما لا أصبر عليه ، فأنفذت إليه ، فجاء وسألته عن شهوده ، فذكر أنّهم يجيؤون.
فقمت والجماعة إلى القاضي أبي عبد الرحمن أيّده الله ، فاستحضر شخصين عدلهما عندي القاضي ، فشهدا بصحّة النسب ، وأنّ أباه الحسين بن علي شهد جماعة بصحّة نسبه عند قوم علويّين نازعوه ، فثبت بالشهادة القاطعة ، وأنّ هذا حمزة وأخاه واخته أولاد الحسين على فراشه ولدوا ، وانّ رجلا يقال له : شريف ابن علي أخو الحسين لأبيه. فلمّا رأيت ذلك أمضيت نسبه ، وأطلقت خطّي بصحّته ، وكاتبت الشريف النقيب التقي عميد الشريف المحمّدي أدام الله تأييده ، وصحّ نسبه غير منازع فيه.