السيف ، وعدّتهم الصبر ، إذ غيرهم من الامم إنّما عزّها الحجارة والطين وجزائر البحار (١).
وأمّا سخاؤها ، فإنّ أدنى رجل منهم يكون عنده البكرة أو الناب (٢) عليها بلاغه من حمولتها وشبعه وريّة ، فيطرقه الطارق الذي يكتفي بالفلذة ، ويجتزي بالشربة ، فيعقرها له ، ويرضي أن يخرج له عن دنياه كلّها ، فيما يكسبه حسن الاحدوثة وطيب الذكر.
وأمّا حسن وجوهها ... وأمّا ألسنتها ... وأمّا وفاؤها .... وكذلك تمسّكها بشريعتها ...
وأمّا أحسابها وأنسابها ، فليست أمّة من الامم إلاّ وقد جهلت اصولها ، وكثيرا من أوّلها وآخرها ، حتّى أنّ أحدهم يسأل عمّا وراء أبيه فلا ينسبه ولا يعرفه ، وليس أحد من العرب إلاّ يسمّى أباءه أبا فأبا ، حاطوا بذلك أحسابهم ، فلا يدخل رجل في غير قومه ، ولا يدعى لغير أبيه (٣) (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون ص ٣٦٨ ـ ٣٧٠).
پس مسلّم است كه اعراب جاهلى بحفظ انساب ومعرفت علم نسب سخت پاى بند بودند ، ورؤساء واشراف آنان بر اين علم وقوف كامل داشته اند ، منتهى چون أثر مكتوبى از آن دوران بجاى نمانده اكنون بدرستى از كيفيّت ظهور
__________________
(١) اشاره بر آنكه ديگر اقوام را يا دژهاى استوار ويا درياهاى بيكران از هجوم دشمن محفوظ مى دارد.
(٢) شتر جوان وشتر سالمند.
(٣) البته نعمان گمان نمى برد كه كمتر از صد سال پس از او معاويه وزياد ، عرب را از اين افتخار محروم خواهد كرد.