(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ) (١) الآية. فغضب عمّار وساءه ، وقام وقال : يا أيّها الناس إنّما قال رسول الله له خاصّة : «أنت فيها قاعداً خير منك قائماً». وقام رجل من بني تميم فقال لعمّار : أُسكت أيّها العبد أنت أمس مع الغوغاء واليوم تسافه أميرنا. وثار زيد بن صوحان. الحديث (٢).
تاريخ الطبري (٥ / ١٨٧) ، شرح ابن أبي الحديد (٣ / ٢٨٥) ، الكامل لابن الأثير (٣ / ٩٧) (٣).
٤ ـ قال الباقلاني في التمهيد (ص ٢٢٠) : روي أنّ عمّاراً كان يقول : عثمان كافر. وكان يقول بعد قتله : قتلنا عثمان يوم قتلناه كافراً. وهذا سرف عظيم من خرج إلى ما هو دونه استحقّ الأدب من الإمام. فلعلّ عثمان انتهره وأدّبه لكثرة قوله : قد خلعت عثمان وأنا بريء منه ، فأدّى الأدب إلى فتق أمعائه ، ولو أدّى الأدب إلى تلف النفس لم يكن بذلك مأثوماً ولا مستحقّا للخلع ، فإمّا أن يكون ضربه باطلاً ، وإمّا أن يكون صحيحاً فيكون ردعاً وتأديباً ونهياً عن الإغراق والسرف ، وذلك صواب من فعل عثمان وهفوة من عمّار.
قال الأميني : هذه التمحّلات تضادّ ما صحّ وثبت عن النبيّ الأقدس في عمّار ، ونحن لا يسعنا تكذيب النبيّ الصادق الأمين تحفّظاً على كرامة أيّ ابن أُنثى فضلاً عن أن يكون من أبناء الشجرة المنعوتة في القرآن.
٥ ـ روى أبو مخنف ، عن موسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه ، قال :
__________________
(١) النساء : ٩٣.
(٢) في هذا الحديث أشياء موضوعة حذف بعضها ابن الأثير في الكامل وزاد فيه أيضاً ، وهو من مكاتبات السري وكلّها باطل فيها دجل. (المؤلف)
(٣) تاريخ الأُمم والملوك : ٤ / ٤٨٢ حوادث سنة ٣٦ ه ، شرح نهج البلاغة : ١٤ / ١٩ خطبة ١ ، الكامل في التاريخ : ٢ / ٣٢٧ حوادث سنة ٣٦ ه.