بالاستغفار ، ولعلّ الشقّ الأخير من كلمته مجاملة مع عمرو بن العاصي لئلاّ يلحقه الطلب بدم عثمان ، ولذلك ألقى المسؤوليّة على أُناس آخرين من علّيّة الأُمّة ذكرهم في كتابه ، وعليه فصميم رأيه هو ما ارتكبه ساعة القتل من الخذلان.
ـ ٢٨ ـ
حديث مالك الأشتر بن الحارث
المترجم له فيما مرّ (ص ٣٨ ـ ٤٠)
ذكر البلاذري في الأنساب (١) (٥ / ٤٦) : أنّ عثمان كتب إلى الأشتر وأصحابه مع عبد الرحمن بن أبي بكر ، والمسور بن مخرمة يدعوهم إلى الطاعة ويُعلمهم أنّهم أوّل من سنّ الفرقة ، ويأمرهم بتقوى الله ومراجعة الحقّ ، والكتاب إليه بالذي يحبّون.
فكتب إليه الأشتر :
من مالك بن الحارث إلى الخليفة المبتلى الخاطئ الحائد عن سنّة نبيّه ، النابذ لحكم القرآن وراء ظهره :
أمّا بعد ؛ فقد قرأنا كتابك فانهَ نفسك وعمّالك عن الظلم والعدوان وتسيير الصالحين نسمح لك بطاعتنا ، وزعمت أنّا قد ظلمنا أنفسنا ، وذلك ظنّك الذي أرداك ، فأراك الجور عدلاً ، والباطل حقّا. وأمّا محبّتنا فإن تنزع وتتوب وتستغفر الله من تجنّيك على خيارنا ، وتسييرك صلحاءنا ، وإخراجك إيّانا من ديارنا ، وتوليتك الأحداث علينا ، وأن تولّي مصرنا عبد الله بن قيس أبا موسى الأشعري وحذيفة فقد رضيناهما ، واحبس عنّا وليدك وسعيدك ومن يدعوك إليه الهوى من أهل بيتك إن شاء الله والسلام.
وخرج بكتابهم يزيد بن قيس الأرحبي ، ومسروق بن الأجدع الهمداني ،
__________________
(١) أنساب الأشراف : ٦ / ١٥٩.