أمكنهم تغسيله وتكفينه وتجهيزه والصلاة عليه ، دُفن في مقبرة اليهود بعد ما رُجم سريره وكُسر ضلعٌ من أضلاعه ، وعُفي قبره خوفاً عليه من النبش.
على أنّ الإسناد لا يصحّ لمكان زكريّا بن يحيى وهو ضعيف وشيخه يخطئ في الإسناد والمتن وقد أخطأ في أحاديث كثيرة ، وغرائب حديثه وما ينفرد به كثير.
راجع (١) : تاريخ الخطيب البغدادي وميزان الاعتدال ولسانه.
٧ ـ أخرج ابن عساكر (٢) في ترجمة عثمان من طريق أبي هريرة مرفوعاً : الحياء من الإيمان وأحيا أُمّتي عثمان.
ضعّفه السيوطي في الجامع الصغير (٣) وأقرّه المناوي. راجع فيض القدير (٣ / ٤٢٩).
لفت نظر : يُعطينا سبر التاريخ والحديث خُبراً بأنّ السيرة المطّردة لرجال الوضع والاختلاق في شنشنة التقوّل والافتعال في الفضائل هي العناية الخاصّة بالملكات التي كان يفقدها الممدوح رأساً. والمبالغة والإكثار في كلّ غريزة ثبت خلافها ممّا عُلم من تاريخ حياة الرجل ومن سيرته الثابتة المشهورة ، فنجدهم يبالغون في شجاعة أبي بكر بما لا مزيد عليه حتى حسبوه أشجع الصحابة ، وقد شهد مشاهد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كلّها وما سلّ فيها سيفاً ، ولا نزل في معترك قتال ، ولا تقدّم لبراز أيّ مجالد ، وما رُؤي قطّ مناضلاً ، وما شوهد يوماً في ميادين الحراب منازلاً ، فأكثروا القول فيها وجاؤوا بأحاديث خرافة في شجاعته رجاء أن يثبت له منها شيء تجاه تلك الدراية الثابتة بالمحسوس المشاهد (٤).
__________________
(١) ميزان الاعتدال : ٢ / ٧٩ رقم ٢٨٩٤ ، لسان الميزان : ٢ / ٦٠٢ رقم ٣٤٧٤.
(٢) تاريخ مدينة دمشق : ٣٩ / ٩٢ رقم ٤٦١٩ وفي مختصر تاريخ دمشق : ١٦ / ١٣١.
(٣) الجامع الصغير : ١ / ٥٩٦.
(٤) راجع ما أسلفناه في الجزء السابع : ص ٢٠٠ ـ ٢١٥. (المؤلف)