قتالاً شديداً ، وكان الذي حداهم على القتال أنّه بلغهم أنّ مدداً من أهل البصرة قد نزلوا صِراراً ـ وهي من المدينة على ليلة ـ ، وأنّ أهل الشام قد توجّهوا مقبلين ، فقاتلوهم قتالاً شديداً على باب الدار ، فحمل المغيرة بن الأخنس الثقفي على القوم وهو يقول مرتجزاً :
قد علمت جاريةٌ عُطبولُ |
|
لها وشاحٌ ولها حُجولُ |
أنّي بنصل السيف خنشليلُ
فحمل عليه عبد الله بن بُديل بن ورقاء الخزاعي ، وهو يقول :
إن تكُ بالسيف كما تقولُ |
|
فاثبت لِقرنٍ ماجدٍ يصولُ |
بمشرفيٍّ حدُّهُ مصقولُ
فضربه عبد الله فقتله ، وحمل رفاعة بن رافع الأنصاري ثمّ الزّرقي على مروان ابن الحكم ، فضربه فصرعه ، فنزع عنه وهو يرى أنّه قد قتله ، وجرح عبد الله بن الزبير جراحات وانهزم القوم حتى لجأوا إلى القصر ، فاعتصموا ببابه ، فاقتتلوا عليه قتالاً شديداً ، فقتل في المعركة على الباب زياد بن نعيم الفهري (١) في ناس من أصحاب عثمان ، فلم يزل الناس يقتتلون حتى فتح عمرو بن حزم الأنصاري باب داره وهو إلى جنب دار عثمان بن عفّان ، ثم نادى الناس ، فأقبلوا عليهم (٢) من داره ، فقاتلوهم في جوف الدار حتى انهزموا ، وخلّي لهم عن باب الدار فخرجوا هُرّاباً في طرق المدينة ، وبقي عثمان في أُناس من أهل بيته وأصحابه فقتلوا معه ، وقُتل عثمان رضى الله عنه (٣).
__________________
(١) عدّه من قتلى يوم الدار : أبو عمر في الاستيعاب [القسم الثاني / ٥٣٤ رقم ٨٣٥] ، وابن حجر في الإصابة [١ / ٥٥٩ رقم ٢٨٦٧]. (المؤلف)
(٢) في الطبري : فأقبلوا عليه.
(٣) تاريخ الطبري : ٥ / ١٢٢ ـ ١٢٥ [٤ / ٣٧٩ حوادث سنة ٣٥ ه] ، الكامل لابن الأثير : ٣ / ٧٣ ، ٧٤ [٢ / ٢٩٣ ، ٢٩٤ حوادث سنة ٣٥]. (المؤلف)