الكتابات أو .. أو ، ولكن القرآن يقول : لقد صفّيناها تصفية كاملة ، ولا حتى صوت يخرج منها لا عال ولا خفيّ ، جاء في حديث مأثور عن أئمة آل البيت (عليهم السلام) فيما وعظ الله عز وجل به عيسى (عليه السلام) :
«وطىء رسوم منازل من قبلك وأدعهم وناجهم هل تحس منهم من أحد ، وخذ موعظتك منهم ، واعلم أنك ستلحقهم في اللاحقين»
وكلمة أخيرة : إنّ فكرة اتخاذ الولد لها وجهتان :
الأولى : إنها تعطي للظالم حق الظلم.
الثانية : إنها تسلب من المظلوم حق التمرد ولذلك نجد المستعمرين أشاعوا هذه الفكرة بين الشعوب المستضعفة ، وانهم إنما تقدّموا لأن الله أراد لهم ذلك ، ولأن الطبيعة التي كانت حولهم كانت أسخى ، ولأن عقولهم كانت أكبر ولأن حظهم كان أوفر ، ولأي شيء.
وينسف القرآن الحكيم هذه الفكرة ويقول : لا تفكر أيها الإنسان ، إن للجنس الفلاني ميزة عليك وإن الله فضّله عليك تفصيلا ، كلا .. بل ربما يكون أقل منك عقلا ، وأرضه أقل سخاء وبالتالي فهو أقل تعرضا لرحمة الله منك ، وبالتالي فان الحضارة أقرب إليك ، وإنما تقدم من تقدم ، وتأخر من تأخر بسبب عمله ..
وأتصوّر إن إشاعة هذه الفكرة المعاكسة وترسيخها في الشعوب المستضعفة ، تلهمهم الاندفاع وتعطيهم الدافع نحو بناء حضارتهم والتخلص من نير المستكبرين.