تلك السورة تبحث عن قصة يوسف؟
حدثنا القرآن الحكيم عن قصة بني إسرائيل وقصة موسى معهم في سورة البقرة ، ويحدثنا عن موسى وقصته مع قومه ومع فرعون كما يحدّثنا أيضا عن السحرة ، فما هو الفرق؟
الفرق هو إن القرآن الحكيم في سورة البقرة ـ مثلا ـ انما يحدثنا عن الجانب الاجتماعي والأمني ـ إن صحّ التعبير ـ لنبي إسرائيل ، باعتبارهم أمة مستضعفة قاومت المستكبر واتصفت بصفاته عند ما بنت حضارتها وكيف انسجت عليها تلك الصفات فبدأت بحركة للتطهير وما أشبه.
هذه الموضوعات نجدها في سورة البقرة في حديثها عن بني إسرائيل ، أما قصة بني إسرائيل وقصة موسى عليه الصلاة والسلام معهم ومع فرعون في سورة طه ، فانها تتناول جانبا آخر هو جانب الإنسان في هذه القصة.
الإنسان الذي خرج من الجنة بسبب غريزتيه الذاتيتين اللتين انحرفتا وتضخمتا وهما غريزتا التملك وحب الخلود ، هذا الإنسان نجده عند فرعون وقد اكتملت فيه أسباب الانحراف حتى أوصلته الى أبعد ضلالة ، ونجده عند موسى وقد قاوم الغريزتين فاكتملت فيه صفات الاستقامة ، ونجده في الصراع بينهما الذي يتمخض عن مفاجأة هامة ، هي السحرة الذين انحرفوا حتى وصلوا في انحرافهم الى حدّ انهم أصبحوا أدوات بيد الطاغوت فرعون ، ثمّ مرة واحدة وبسبب تلك الانسانية الكامنة فيهم وصلوا الى القمة.
هذا هو الإنسان ، والقرآن يركز الضوء على هذا الإنسان ، ليس بصورة عامة كما نلاحظ ذلك في سورة الأعراف مثلا ، بل بصورة خاصة يركز الضوء على علاقة