ان أعظم وأصعب مسئولية على البشر في هذه الدنيا ، هي أن يزكّي نفسه من آثار الشرك ، من البخل ، والكسل ، والضجر ، والخوف من غير الله ، و.. و.. والذي لا يزكي نفسه في الدنيا يمكث بنسبة رذائله وانحرافاته في جهنم ، لأن الجنّة لا يدخلها الا المطهّرون ، والسبيل الى الطهارة أما هو التزكي في الدنيا ، أو النار في الآخرة.
[٧٧] بعد التحدي بانتصار موسى على فرعون ، والحقيقة على السحر ، أوحى الله الى موسى بالخروج.
(وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي)
الساري هو المسافر بالليل ، أما السارب فهو المسافر في وضح النهار ، وأمر الله موسى أن يسير ببني إسرائيل ليلا ، حتى لا يشعر به فرعون ولا جنده الا وقد فات الأوان ، وهذه من رعايته لعباده.
وبالرغم من أن بني إسرائيل يصل عددهم الى (٧٠٠) ألف ، الا أن واحدا منهم لم يفش السر ، ولذلك سماهم الله (عبادي) ، فقد كانوا مخلصين يستحقون أن يجعل الله لهم في البحر طريقا يبسا ، ويخلصهم من فرعون وجنده.
(فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً)
لما ضرب موسى البحر بعصاه انفلق وصار كل جانب منه كأنه الجبل ، وبينهما طريق يابس يصلح للسير عليه.
(لا تَخافُ دَرَكاً)
أي لن يدركوك.