فليس من صفات الإله : أنّه لا حراك به ، ولا ارادة يضربها أو ينفع.
[٩٠] ثانيا : حجة القيادة الربانية.
(وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي)
لقد دعاهم هارون الى طاعته ، بصفته القيادة الشرعية ، وأوضح لهم أن ما يدعيه السامري وجماعته باطل.
ومن الآية نستوحي بأن الصراع كان قائما على قيادة المجتمع ، بين الخط الرسالي الذي يمثله موسى وهارون (ع) ، وبين الخط الجاهلي أصحاب الردة الى الجاهلية ، ولعل هذا الفريق كانوا هم قيادات بني إسرائيل قبل بعثة موسى فيهم ، كما كانت قبيلة بني أمية قبل الإسلام ، فتآمرت للوصول الى السلطة بعد غياب الرسول حتى تسنى لها ذلك على عهد معاوية بن أبي سفيان.
[٩١] (قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى)
يبدو من الآية ان تعلق بني إسرائيل لم يكن بالرسالة بقدر ما كان بشخص موسى (ع) ، فقد كان هارون أخاه من أبيه وأمه ، وكان امتدادا له في المجتمع ، والوصي عليهم من بعده ، ولكنهم لم يستجيبوا له ، عند ما دعاهم لطاعته ، وقرروا البقاء على الانحراف حتى يعود إليهم موسى (ع).
وكانت هذه الفتنة مفيدة لبني إسرائيل ، فقد أفرزت الفئات التي لا تزال تمثل رواسب الجاهلية والفئات المصلحية عن الأخرى المؤمنة الصادقة في ايمانها. أما الفائدة الثانية فهي التحصن ضد الانحرافات الفكرية والاجتماعية التي قد يتعرضون لها في المستقبل وذلك بعد غياب موسى عنهم.