ان طبيعة البشر هي التمحور حول الأشياء دون القيم ، وارتفاع الإنسان الى مستوى الايمان بالغيب وعبادة الله تعالى متجردا عن الأهواء وعن الضغوط المختلفة ، يعتبر قمة الحضارة ، ذلك لأنه يعني ان الإنسان قد أنهى صراعه الداخلي لصالح عقله ، حتى يخلص عبادته لله ، ولا يهبط الى مستوى الشيئية في الحياة ، وهذا الأمر يحتاج الى مزيد من التوجيه والتربية.
ولو ترك الإنسان وطبعه ، لهبط الى مستوى عبادة الأصنام ، لأنها جزء من التفاف الإنسان حول الأشياء ، والخضوع لسلبيات الحياة وضغوطها ، بينما الايمان بالله يعني الارتفاع عن كل ذلك والنظر الى الأشياء بأنها مخلوقات لله.
وقد هبط بنو إسرائيل الى مستوى عبادة الأشياء حينما غاب عنهم نبيهم موسى (ع) ، ثم هداهم الله اليه بعد الضلالة ، وفي ذلك عبر عظيمة.