إن انحراف هؤلاء يدل على وجود انحراف نفسي عميق في قلوبهم لمّا يقاوموه ، الخبر أن موسى (ع) هم بقتل السامري ، فأوحى الله له أن لا تفعل فانه كان سخيا ، وثالثا حتى يكون عذابه شديدا يوم القيامة بحيث يستوفي كل ماله في الدنيا ولا يلقى في الآخرة إلا العذاب. ولعلّ السامري ابتلي بمرض جسدي أو روحي يؤدي إلى عذابه باقتراب الناس اليه ، فكان يهرب من الناس ويصيح إذا اقترب منه أحد لا مساس : أي لا تمسوني أو لا تقتربوا منّي!
٢ ـ تحطيم رمز الواقع السلبي ..
(وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً)
أخذ موسى العجل الذي عبد من دون الله وحرّقه ثم ذرّه في اليم لكي يقتلع جذر الفتنة ، خشية أن يقدس العجل أو قطعاته أو حتى رماده في المستقبل ، كما يقدس المرتبطة مصالحهم بنظام الطاغوت آثاره بعد الثورة.
ونستوحي من هذه العملية أن على السلطات الرسالية أن لا تكتفي بتصفية شخص الطاغوت فقط ، بل تحاول اقتلاع جذوره وتصفية آثاره ورموزه ، كقصوره ، وتماثيله ، ولو كان في ذلك بعض الخسارة المادية للثوار ، لأن الخسارة الحقيقية أن تبقى هذه الأشياء تقدس من قبل المنحرفين الذين لا يزالون يتعلقون بالطاغوت بسبب عدم استجابتهم للتطور الثوري الذي حدث.
[٩٨] كان الخطاب الأول موجها الى هارون القيادة الرسالية ، والخطاب الثاني الى السامري القيادة المنحرفة ، أما الخطاب الثالث فلبني إسرائيل أنفسهم ، لأن هذه الجهات هي المسؤول الحقيقي عن أي تغير سلبي في الأمة.