لتفاصيل والجزئيات.
الثانية : القرآن ، وسمي بالذكر ، لأنه ينبّه المؤمنين من نومة الغافلين ، فيوقظ الضمير ، ويستثير العقل ، مذكّرا الإنسان بعهده مع الله ، وما أودع فيه الله من الفطرة.
وكما تتجلى الحقائق وسنة الله عبر أحداث التاريخ ، ومسيرة الحياة ، فانها موجودة في كتابه أيضا ، والذي هو بمثابة الخارطة التي تقود الإنسان الى الهدف.
ولتوضيح مفهوم الذكر بصورة واضحة يمكننا ان نشبهه بالخريطة التي يحملها الشخص وهو يريد اجتياز حقل من الالغام ، فهو ينظر إليها باستمرار ليحدد المواقع التي زرعت فيها العبوات الناسفة فيتجنبها ، وبكل حذر واردة ، ان لا يغفل عنها لحظة واحدة ، لأن ذلك يعني : أن يطير أشلاء في الهواء.
والحياة التي نعيشها أشبه ما تكون بذلك الحقل الملغوم ، وإذا أردنا أن نجتازها بسلام يجب أن يكون الذكر نصب أعيننا باستمرار ، والإنسان العاجز بذاته ، الذي يعيش على أرض محفوفة بالإخطار ، ومليئة بالصعوبات ، لهو بأمس الحاجة الى الله القوي ، مطلق العلم ، والارادة و.. و.. ليمد له يد العون ، فيدفع عنه الخطر ، والذكر هو الوسيلة التي يرتبط بها البشر الضعيف بربه العزيز القادر.
[١٠٠ ـ ١٠١] (مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً* خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً)
يتنور قلب الإنسان بالمعرفة التي يكتسبها عبر التجربة والتفكير ، وعبر النظر للتاريخ والحياة ، وأهم من كل ذلك ، عبر رسالات الله (الذكر) ، بينما تصنع الغفلة حجبا كثيفة عليه تمنع عنه نور الحقيقة ، وسحبا متراكمة من الحسد والحقد والعقد