وحب الدنيا والتعلق بزينتها ، وهذه الحجب التي تتراكم فوق القلب ، وتدعو الى ارتكاب المعاصي ، تصبح هي أوزارا باهضة تثقل كاهل صاحبها في الدنيا وفي الآخرة.
والوزر هو الحمل الثقيل ، الذي يضغط على صاحبه بقوة ، فمن حمل كيسا كبيرا من التراب فوق كاهله ينهار من شدة الضغط ، كذلك الحاسد والحاقد وعبد الشهوات ، والسائر في ظلمات الغفلة ، يتعرض قلبه لضغط معنوي هائل لا يكاد يتحمله.
والتعبير القرآني عن الغفلة (بالوزر) أبلغ تعبير ، أو ليست الغفلة تأتي نتيجة ضغط العوامل المادية؟ كذلك الوزر (الحمل الثقيل) هو من الضغط المادي.
ولا يقتصر ضرر الاعراض عن ذكر الله على الدنيا فقط بأن يفقد الإنسان البصيرة فيها ، بل ويمتد ذلك الى يوم القيامة حيث تتجسد الحقائق ، وحيث يحمل من غفل عن ذكر ربه أثقالا باهضة على كتفيه ، كما يفقد البصر وهو يحاول أن يجتاز الصراط فيقع في جهنم ، يتذوق ألوان العذاب.
والتعبير القرآني من الدقة بمكان إذ يقول تعالى (خالدين فيها) والضمير يعود إلى الوزر ، إذ ذنوبه هنا هي اداة تعذيبه هناك ، حيث يخلد فيها مهانا ، أعوذ بالله.
[١٠٢] (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ)
ولا مناص يومها لأحد الا أن يخرج من قبره شاء أم أبى ، فكما يولد الإنسان ويموت من دون إرادته ، كذلك يبعث من دون إرادته.
(وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً)