أي زرق عيونهم من شدة الخوف ، ولعلّ أهوال القيامة تسبب في زرقة أجسادهم أيضا.
[١٠٣] (يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ)
يتحدثون لبعضهم همسا ، فيقول بعضهم لبعض :
(إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً)
إذ يتضح لهم تفاهة وقصر العيش في الدنيا ، التي طالما اعتبروها آخر المطاف ، وتوهموا أنفسهم باقين فيها ، وذلك حين يقيسونها بالآخرة دار الخلد ، إن ملايين السنين لا قيمة لها ، أمام الخلد ، فكيف والإنسان لا يعيش في الدنيا الا بضع عشرات من السنين فقط؟!
[١٠٤] (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً)
ان علم الله سبحانه وتعالى يحيط بكل شيء وكل زمان ، فهو غير خاضع لقانون الزمن ، كما نحن البشر ، فالماضي والحاضر والمستقبل في علمه سواء ، فهو يعلم الآن ما سيقوله المجرمون يوم القيامة الذي ربما يأتي بعد ملايين السنين.
ولفظة أمثلهم طريقة ، ترفع شبهة قد تتولد في الذهن ، بأن المتكلم الأول كان فاقدا للعقل عند ما قدر عمره في الدنيا بعشرة أيام ، فهذا (أمثلهم) أعقلهم وأفهمهم يقدر الفترة بيوم واحد لا بعشرة أيام.
ان على الإنسان أن يعلم بأن حياته قصيرة جدا ، وان أمامه حياة أخرى لا حصر لأمدها ، وان سعادته أو شقاءه فيها مرهون بعمله في الدنيا ، فيسعى جاهدا من أجل أن يكون سعيدا فيها.