«إذا أتى عليّ يوم لا أزداد فيه علما يقربني الى الله ، فلا بارك الله لي في طلوع شمسه» (١)
[١١٥] (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ)
لقد حدد الله سبحانه الهدف من القرآن (التقوى والتذكر) ، وكمثال على هذين الهدفين يذكر الله قصة آدم (ع) عند ما نهاه عن الشجرة وحذره من الشيطان أن يخرجه من الجنة ، فلا هو اتقى الشيطان ولا هو تذكر نهي الله له.
ومن كلمة «نسي» نستنتج ان عصيان آدم لم يكن متعمدا ، ويدل على ذلك عجز الآية (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) اي عزما على ترك المعصية ، كما ان النسيان ضد التذكر ، وعهدنا بمعنى أمرنا ، فهو لم يتحد ذلك الأمر انما نسيه.
(وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)
وهناك تفسيران لهذه الآية :
الأول : ان آدم (ع) نسي العهد الالهي ولكن لم نجد له عزما على الخطيئة أي تعمدا.
الثاني : لم يكن آدم من أولي العزم وأولو العزم خمسة هم : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد (ص) ، وهذا التفسير تأكيد للقول بأن الارادة «العزم» تمنع الغفلة والنسيان.
[١١٦] (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى)
__________________
(١) المصدر ص ٢٩٨.