[١٢٦] (قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى)
أي أهملتها كما ينسى شيئا ، وكذلك تهمل في النار كمن نسي شيئا ، ويبدو من هذه الآية أن مشكلة الإنسان هي إهماله لتعاليم الرسالات الالهية ، بسبب عدم الجدية (العزم) فيها ، وعلاج هذه الآفة بذكر الله تعالى ، عبر الصلوات الخمس والعمل الصالح ، فالصلاة تذكر المؤمن بربه باستمرار ، وبالتالي تذكره بأوامره ونواهيه التي بلغها الرسل ، ومن خلال ذلك يعرف الحياة وسبل تسخيرها ، فيفوز في الدنيا والآخرة.
[١٢٧] ما الذي يجعل الإنسان لا يؤمن بآيات الله ، إيمانا عمليا ينعكس في واقع حياته ، ويلتزم بأحكام الدين بجد وعزم؟ الجواب : إنّها نزعة الإسراف الكامنة في نفسه ، والتي تدعوه الى الاستزادة من متع الدنيا الزائلة ، حيث إنّ التمسك بالدين يتطلب شيئا من الصبر والتحمل والتضحية ، ولعلّه لذلك يقول الربّ سبحانه :
(وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ)
والإنسان الذي يحاول الهرب من صعوبات الحياة بالالتفات على آيات الله ، فانه سيواجه في الآخرة نفس الصعوبات والمشاق ، وقد اكتسبت صفتين خطيرتين هما الشدة أولا ، والامتداد الزماني الذي يصل الى درجة الخلود ثانيا.
(وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى)
[١٢٨] (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى)
الذي لا يتعظ إمّا لا يشعر بالخطر فيأمن من مكر الله ، أو لأنّ قلبه قاس لا يستطيع أن يستوعب به العبر ، ولا يستفيد من العبر إلّا اولي النهى (أصحاب