وهؤلاء حينما يطالبون بهبوط الآيات الحسية عليهم ، فإنهم يخطئون في ذلك! لأن هذه الآيات إذا جاءت فان فرصتهم تكون قد انتهت ، ولن يكون في مقدورهم الاستفادة منها شيئا.
[٦] (ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها)
أي حينما أنزلت عليهم الآية أهلكت هذه القرية ، لتصبح عبرة للأجيال.
(أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ)
إنّ هؤلاء ينتظرون أن تنزل عليهم آية من نوع آيات القرى الهالكة ، ليؤمنوا بالرسالة ، في حين إنهم يرفضون الإيمان بالآيات العقلية الكثيرة ، وهذا خطأ فادح لأن في ذلك يكون هلاكهم.
حقيقة الرسل :
[٧] (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ)
لمّا زعموا بأنه بشر أجابهم القرآن بلى إنّه لبشر ، وكذلك كلّ الأنبياء السابقين كانوا بشرا.
(فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
لقد أعطى الله سبحانه الجاهل قدرا كافيا من العلم ليهديه الى ضرورة البحث عن عالم يسأله ، وهكذا فان لم يكن للناس علم بطبيعة الرسالات فليسألوا أهل الذكر والمعرفة عن كلّ ذلك ، والآية تشير الى إن سؤال الجاهل من العالم أصل شرعي يمكن الاعتماد عليه بشرط أن يكون العالم من أهل الذكر ، أي أن يكون قد