أي أحلام مختلطة ببعضها.
(بَلِ افْتَراهُ)
إنّ كلامه معقول ، ولكنه كاذب في ادعائه أنّه وحي من الله.
(بَلْ هُوَ شاعِرٌ)
ولمّا رأوا إنّ كلامه عميق وذو أثر قالوا : إنّه شاعر! لأنّ الشعر أعلى درجات الثقافة لديهم. هكذا كان حديثهم عن الرسالة متناقضا ينبّئ عن حيرة كبيرة ، منشؤها عدم استعدادهم للإيمان بها ، وتحمل مسئولياتها ، وترك ما تعودوا عليه ، كذلك الإنسان حينما يقرر رفض مذهب أو موقف يتشبث بأعذار واهية وربما متناقضة.
ثمّ قالوا :
(فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ)
ومن الممكن أن نؤمن ، لكن على شرط أن يأتينا بآيات جديدة ، وإن آيات الله التي تنزل على البشر نوعان :
النوع الأول : هي التي تأتي لإثارة العقل وبيان الحجة من قبيل الآيات القرآنية التي تأتي في زمان الفرصة وفي أيام الأجل ، أما النوع الثاني : فهي التي تأتي لتفرض على الإنسان الحقّ شاء أم أبى وإنما تكون هذه بعد انتهاء الأجل ، ففرعون كان يقول : أنا ربكم الأعلى ، وحينما غرق في البحر وتقاذفته الأمواج ، قال : آمنت برب هارون وموسى ، ولكن هذا الإيمان مرفوض لأنه جاء بعد فوات الأوان.