[١٨] (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)
وهذه هي سنة الله الثابتة في الكون على مرّ العصور والدهور ، وعلى الإنسان أن يبني حياته على أساس ، إذا أراد أن يفوز ويحقق أهدافه ويتجنب مصارع الردى وينجو من العذاب المحتوم.
وكلمات الآية صاعقة شديدة الوقع نافذة الى عمق الضمير ، فالحقّ يقذف (يرمي بقوة وربما من مكان بعيد وقد يتأخر قليلا ليقطع المسافة ولكنّه يصل حتما) ، ثمّ إنّه يهدف أمّ الرأس حيث الدماغ ، ويتلاشى الباطل ويضمحل فلا يبقى منه شيء أبدا.
والآية تبصرنا بواقع الخليقة والأنظمة السائدة عليها ، وتوحي إلينا بضرورة تزكية أنفسنا من خلال معرفة تلك الأنظمة ، فقانون الجاذبية الذي يسقط به الحجر من عل ، ليس بأقوى من قانون سقوط الظالم من كرسي الحكم!
[١٩] (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ)
هذا الحقّ يجب أن يتجسد في واقع السلوك البشري ، كما تجسد في واقع سلوك الملائكة وسلوك عباد الله الصالحين ، الذين لا يستكبرون عن عبادته ويفعلون ما يؤمرون.
[٢٠] (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ)
الحياة يجب أن تكون جدّيّة ، ويجب أن يسبّح الإنسان ربّه دونما تعب أو استكبار.