لقد حصدهم العذاب حصدا كما تحصد المكائن الزراعية الضخمة السنابل ، فلم تقم هناك لأحد منهم قائمة ، ثم خمدوا كما تخمد الجمرة فلا حرارة ولا حركة.
هدفية الخلق :
[١٦] لما ذا يا إلهي فعلت هذا؟! أليس هؤلاء عبادك؟! أو لست أرحم الراحمين؟! بلى ربنا أرحم الراحمين ولكنه خلق السماوات والأرض بالحقّ ، وهؤلاء تجاوزوا قيم الحقّ.
(وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ)
إنّ هؤلاء اتخذوا الحياة لعبا فكان هذا مصيرهم.
[١٧] (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ)
إن كانت الخليقة بلا هدف ، فان الله كان ينتزع منها الهدفية ، ويتخذها لهوا ، أي يجعلها بلا غايات مرسومة ، ولا سنن دائمة ، ولا قوانين دقيقة تفرض على أصغر جزيئة في الذرة بنفس الصرامة التي تفرض على أعظم مجردة في الفضاء.
وحيث نرى كلّ شيء يسعى نحو هدفه ، أو بتعبير أفضل يسير الى غايته ، فهل من المعقول أن يكون خلق الإنسان عبثا ، وبلا هدف (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ)؟
كلّا .. أنت بدورك تخضع لقانون الهدف ، وبالتالي لمعادلة المسؤولية والجزاء.
وفي معنى الآية أقوال شتى إلّا إن هذا المعنى العام يمكن أن يستوحى من كلّ تلك الأقوال.