هذه ليست فكرة جديدة موضوعة في رسالة السماء ، فكلّ الرسالات الالهية تؤكد على وحدانية الله.
ومن عوامل الضلالة النفسية ، إحساس الإنسان بضرورة التوافق الاجتماعي ، والقرآن الحكيم يذكرنا هنا ـ وفي آيات عديدة ـ بأنّ كثرة الضالين ليست دليل صدقهم ، بل الحقّ المدعم بالبرهان العلمي هو المقياس ..
(بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ)
[٢٥] وإذا كان الناس في بلد (مثل مكة يوم نزلت فيها هذه الآيات) يشركون بالله ، فان هؤلاء هم خط الضلالة ، وفي مقابلهم صراط الهدى أقدر وأعمق جذورا.
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)
إن رسالات الله لا تختلف في فكرة التوحيد ، وما نراه في بعض الديانات من تعدد الآلهة إنّما هو نتيجة التشويه ، والتحريف الذي طرأ عليها ، وإلّا فان اليهودية الحقيقية والمسيحية الأصلية وكلّ ما سبقها من الديانات إنّما هي كالإسلام تدعو الى توحيد الله ، وعدم عبادة غيره بأيّ حال من الأحوال ، وبأيّة صورة من الصور ، وسواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
شفاعة الرسل :
[٢٦] (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ)
هناك أناس طيبون صالحون ، ولكن هؤلاء ليسوا أولادا لله ، إنّما هم عباد الله ، وإن صفتهم الوحيدة هي صفة الكرامة من الله ، فلا تتصور ـ أيها الإنسان! ـ أن