الموجودات.
(فَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)
رب العرش رمز لإله السماوات والأرض وكلّ شيء ، والعرش يعني القدرة والهيمنة ، وليس هو مكان يجلس عليه ربنا سبحانه وتعالى ، ولعلّ هذه الخاتمة البليغة توحي بأن عدم معرفة الله هو السبب لتصور شريك له ، إذ أن الزعم بوجود شريك للرب دليل على جهل صاحبه بأن الله سبحانه هو الملك الجبار الذي لا يغلب سلطانه ، ولا يمكن الفرار من حكومته.
[٢٣] ودليل قدرة الله المطلقة وسلطانه الشامل العظيم إنّه فوق السؤال ، وإنّه لا أحد يخرج عن إطار المسؤولية أمامه :
(لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ)
[٢٤] (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ)
كما إننا نأتي بالبرهان والدليل على ألوهية الله ، فعليكم أيها المشركون أن تأتوا ببرهان ودليل على ألوهية آلهتكم. وإنّ هذه الآية توحي بفكرة هامة وهي : إن الذين يدعون وجود إله غير الله سبحانه وتعالى ، إنّما يزعمون ذلك انطلاقا من أهواء نفسية يبررون بها عدم التزامهم بمسؤولياتهم أمام الله ، فاذا طالبتهم ببرهان عقلي أو حجة منطقية فسيعجزون عن ذلك وتتبخر دعاويهم ، حيث لا تصمد ظلمات أنفسهم أمام وهج الحقيقة.
(هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي)