الأزمنة المختلفة ، ونصل الى قناعة بأنّه وإن تغيرت صورة الإنسان وأشكال حياته فان طبيعته لم ولن تتغير.
والأساطير دائما تقصّ علينا قصص الآلهة المزعومة وهي تقاتل بعضها أو لا أقل تتنافس مع بعضها في السلطة وتقرّ بأن كلّ إله له تفكير وإرادة يختلف تماما عن شركائه الآخرين.
مثلا يزعم المجوس وجود إلهين كبيرين هما : (أهور مردا) إله الخير و (أهريمن) إله الشر ، (أهريمن) هذا خلق الشر ، فخلق (أهور مردا) الخير مضادا له ، والصراع قائما بينهما. وفي بعض المذاهب المسيحية المنحرفة نرى هذه الأسطورة أيضا ، وهي إنّ الأب يريد أن يعذب الناس ، فيأتي الابن ويشفع لهم رغما عن أبيه!
وفي الأساطير اليونانية القديمة كثيرا ما نقرأ عن معارك طاحنة تجري بين الآلهة في السماء. ومن هنا نعرف إنّ فكرة تعدد الآلهة نابغة من حالة الفرار عن المسؤولية والبحث عن ملجأ موهوم يخلص الفرد من ثقل الجزاء ، وإن الزعم بتعدد الآلهة يعكس حالة الصراع الداخلي بين الشهوات والعقل ويأتي لتبرير الشهوات التي تأمر بها النفس الأمارة أمام العقل الناهي عنها أو النفس اللوامة.
إنّ كلّ ذلك دليل على إنّه إذا كان الآلهة متسالمين مع بعضهم البعض إذا لم تكن هذه الحاجة المزعومة الى الآلهة المتعددة ، لان احتياج الإنسان المزعوم للاعتقاد بتعدد الآلهة ينعدم آنئذ.
لذلك نرى القرآن الحكيم يبيّن بأن فكرة تعدد الآلهة المنعكسة عن تناقض الذات ، والتي تعتقد بأن في السماوات والأرضين آلهة متصارعة إنّما هي فكرة خاطئة لأن وجود سلطات متصارعة في الكون يؤدي لفساده واختلال نظام