كانت السماء رتقا لا تمطر وكيف كانت الأرض رتقا لا تنبت ففتقهما الرب. (١)
وهكذا يخرج الله الخبء في السماوات والأرض ، ويفتق ما رتق من الأشياء باستخراج كنوزها ، واستظهار مكنونها ، سبحانه.
إذن فالحياة ليست لعبا ولا لهوا كما يزعمون ، بل لكلّ شيء هدف ، وعلى الإنسان أن يشخص هدفه ويسعى نحوه.
(وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ)
لقد تمّ خلق الكون بالفتق بعد الرتق ، والفصل بعد الوصل ، أما وجود الحياة فوق الأرض فتمّ عن طريق الماء ، وهذه هي الأخرى من أحدث النظريات العلمية ، والماء يشكل (٧٠ خ) من وجود الإنسان ، وبالذات من وجود المخ الذي تتجلى فيه الحياة بأبرز صورها.
[٣١] (وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ)
تقوم الجبال بدور الرواسي وهي الثقل الذي يثبت الأرض كما تثبت المرساة السفينة.
إنّ الجبال أشبه ما تكون بدرع واقية ، تلف حول الأرض ومن أعماقها لتحافظ على توازنها :
أولا : في مواجهة الرياح والعواصف التي تتعرض لها الأرض.
ثانيا : بمقاومة الزلازل العاتية التي يتعرض لها كوكبنا بسبب ضغط الغازات
__________________
(١) انظر نور الثقلين / ج ٣ ـ ص ٤٢٤ ـ ٤٢٦.