الربّ تبارك وتعالى ملائكة الى السماء الدنيا ولم يبق شيء إلّا طلب الى ربه ، وقالت الأرض يا ربّ ليس على ظهري أحد يعبدك غيره فيحرق؟! وقالت الملائكة : يا ربّ خليلك إبراهيم يحرق؟! فقال الله عزّ وجل : إنّه إن دعاني كفيته ، وقال جبرئيل : يا رب خليلك إبراهيم ليس في الأرض أحد يعبدك غيره سلطت عليه عدوه يحرقه بالنار؟ فقال : اسكت إنّما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت ، هو عبدي آخذه إذا شئت ، فان دعاني أجبته ، فدعا إبراهيم (ع) ربه بسورة الإخلاص ، يا الله يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد نجني من النار برحمتك ، قال : فالتقى معه جبرئيل في الهواء وقد وضع في المنجنيق ، فقال : يا إبراهيم هل لك إليّ من حاجة؟ فقال إبراهيم (ع) أما إليك فلا ، وأما الى ربّ العالمين فنعم ، فدفع إليه خاتما مكتوب عليه لا إله إلّا الله محمد رسول الله (ص) ألجأت ظهري الى الله وأسندت أمري الى الله وفوضت أمري الى الله ، فأوحى الله عزّ وجل الى النار : كوني بردا فاضطربت أسنان إبراهيم من البرد حتى قال ، وسلاما على إبراهيم ، وانحط جبرئيل (ع) وجلس معه يحدثه في النار ونظر نمرود فقال : من اتخذ إلها فليتخذ مثل إله إبراهيم ، فقال عظيم من عظماء أصحاب نمرود : إني عزمت على النار أن لا تحرقه ، فخرج عمد من النار نحو الرجل فأحرقه ، فآمن له لوط فخرج مهاجرا الى الشام ، ونظر نمرود الى إبراهيم في روضة خضراء في النار مع شيخ يحدثه فقال لآزر : يا آزر ما أكرم ابنك على ربّه. (١)
[٧٠] (وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ)
هذه عبرة لي ولك ، تحدّ الطاغوت وتحدّ المجتمع الفاسد المنحرف ، وتحدّ الأصنام التي تعبد من دون الله ، وفي لحظة المواجهة تدركك رحمة الله سبحانه ، فلا
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٣ ـ ص ٤٣٢.