[٨٤] (فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ)
هذه عبرة لنا نحن الذين نعبد الله لكي نعلم ، أيّ رب رحيم نعبده ، وكيف إنّه يستجيب دعاءنا ، فلا يكشف السوء عنا فقط ، إنّما ويزيدنا من فضله أيضا.
ويبقى سؤال : لما ذا ابتلى الربّ أيوب وهو النبي العظيم المكرّم عند ربّه؟
وما ذا كانت بليته ، وما الذي نعتبره من قصته؟
للاجابة عن هذه الأسئلة وغيرها أنقل هنا نص حديثين مأثورين عن أئمة الهدى عليهم السلام :
١ ـ الحديث الأول مأثور عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عن أبيه الباقر (ع) يفنّد فيه الإمام المزاعم التي كانت رائجة وتدعي أن أيوب ابتلي بسبب ذنب ارتكبه ، وأنه قد بلغ به البلاء حدا نبذه النّاس ، يقول الامام (ع) : «إنّ أيوب (ع) ابتلي بغير ذنب ، وأن الأنبياء معصومون لا يذنبون ولا يزيغون ولا يرتكبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا» وقال (ع) : «إنّ أيوب مع جميع ما ابتلي به لم تنتن له رائحة ، ولا قبحت له صورة ولا خرجت منه مدة من دم ولا قيح ، ولا استقذرة أحد رآه ، ولا استوحش منه أحد شاهده ، ولا تدود شيء من جسده ، وهكذا يصنع الله عز وجل بجميع من يبليه من أنبيائه وأوليائه المكرمين عليه ، وإنما اجتنبه الناس لفقره ، وضعفه في ظاهر أمره ، لجهلهم بما له عند ربه تعالى ذكره من التأييد والفرج (١) ، وقد قال النبي (ص) أعظم الناس بلاء الأنبياء ، ثمّ الأمثل فالأمثل ، وإنّما ابتلاه الله بالبلاء العظيم الذي يهون معه على جميع الناس لئلا يدعوا له معه
__________________
(١) في المصدر (القرح) وأظنه خطأ.