وهذه من خصائص فضل الله سبحانه وتعالى ، إذا فتحت أبواب رحمته فانها تفيض من كلّ جانب لكثرتها وتنوعها حتى تكون حياتك أضيق من استيعاب كلّ رحمة الله ، كما إذا فتحتت أبواب السماء بالمطر كيف نرى الأرض عاجزة عن استقبال أمطار السماء حتى أنها تعيد الزائد منها الى البحار مرة أخرى.
بينات من الآيات :
قصة النبي الصابر :
[٨٣] أصيب بالمرض ومات أهله ، ونفذت مواشيه ، وكان عزيزا في قومه فافتقر ، فابتعد عن الناس بسبب فقره ومرضه ، وكانت زوجته الوفية هي التي تخدمه ، وتنفق عليه وذلك بقيامها بالخدمة في بيوت الناس بعد أن كانت ملكة في قريتها ، وحينما يطفح به الكيل يبدأ بالدعاء ، ذلك هو النبي الصابر أيوب عليه السلام ، ولكن انظر كيف يدعو؟
[٨٣] (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ)
لأنّ الله عالم بما أصاب أيوب ، فلا بدّ أن يكون نداءه استعطافا ودعاء وكأنه يقول يا رب إنّ الضر قد بلغ مني غايته ، ولعلّ التعبير ب (النداء) هنا للدلالة على إنّ الضر قد دفع بأيوب إلى أن يعلو صوته ويصرخ ، مع أنّ الله قريب يناجي وليس ببعيد حتى ينادى.
(وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
أرحم الراحمين ، فإليك أتوجه بالدعاء لترفع عني هذا الضر.