بمنهجه ، والتمسك بروح العبادة وجوهر العبادة ، ولبّ الإيمان وهو الدعاء ، لأنه حبل متصل بين المرء وربّه.
وإذا خافوا من شيء دعوا الله ، وإذا أرادوا شيئا دعوا الله ، ولذلك جاء في محتوى الحديث الذي يخاطب به الله موسى : «ادعني لملح طعامك».
(وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ)
الخشوع : هو صدق التوجه الى الله ، وعميق المعرفة بالنفس وعجزها وتقصيرها.
مريم نموذج المرأة الفاضلة :
[٩١] (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا)
إن الله قد خلق لكلّ الأجيال ولكلّ الأفراد ولكلّ الطبقات ، ولكلّ الحالات البشرية نموذجا يقتدى به ، ومن النماذج المطلوبة في كلّ زمان وخصوصا في وقتنا الحاضر ، «المرأة القدوة» وكانت تلك المرأة القدوة هي (مريم بنت عمران) عليها السلام.
لقد اعتصمت من الرذيلة فأعطاها الله سبحانه عيسى ، وذلك بعد أن نفخ جبرئيل في جيبها فحملت من دون أن يمسها بشر.
(وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ)
أن تحمل امرأة عذراء لم تتزوج ولم يمسها أيّ بشر ، وتلد طفلا سويا ـ معجزة عظيمة ـ جعلها الله للنّاس في جميع الأجيال آية دالة على هيمنته على الكون وتدبيره المباشر لما يجري فيه من أحداث.