أصبح مرجعا دينيا كبيرا!! فلم تتعجب وقالت : لقد كنت أتوقع ذلك ، فقالوا لها : كيف؟ فقالت : لأني لم أكن أرضعه إلا وأنا على وضوء ، حتى أنه في منتصف الليل عند ما كان يستيقظ طالبا الحليب ، كنت أنهض من الفراش لأتوضأ ثم ألقمه ثديي.
ان هذه الأم كانت منذ البداية تنشد لابنها ذلك المقام الأسمى ، فأعطاها الله ما طلبت بفضله.
رسالته؟
[٣١] (وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ)
لقد كان عيسى يشع بالخير ، ويتفجر المعروف من جوانبه كما العين المعطاء.
وهكذا يجب أن يربي الإنسان أولاده على حب الخير ، والعمل للآخرين وان يكونوا أبدا مركز الحب وينبوع البركة ، أينما حلوا حلت معهم البركة.
واننا نقرأ في التاريخ ان فاطمة الزهراء (ع) وقفت في محرابها ذات ليلة تصلي وتدعو حتى مطلع الفجر فدعت الله لكلّ الناس باستثناء نفسها وأولادها ، وكان ابنها الحسين (ع) وهو صبي الى جنبها فقال لها :
«يا أماه دعوت لكل الناس ما عدانا؟ قالت : نعم يا بني .. الجار ثم الدار»
انظروا الى تربية فاطمة الزهراء (ع) لابنها ، انها منذ البدء ربّت أبناءها على حب الآخرين ، وفعل الخير الى الناس جميعا ، وهكذا كان عيسى (ع) مباركا ، أينما كان ، يفعل الخير ، ويدعو اليه.
(وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا)