والصلاة والزكاة هما أسمى ركيزتين بعد عبادة الله وحده وتوحيده ، وقد استدل عيسى على صدق رسالته بهاتين الركيزتين ، حيث ان اقامة الصلاة وإيتاء الزّكاة فريضتان معروفتان.
أخلاقه؟
[٣٢] (وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا)
الجبار هو الذي لا يرى لأحد حقا عليه ، بينما يفرض على الناس حقوقه ، أما الشقي فهو الذي يسبب لنفسه البلاء ، والصفات الثلاث التي هي سلوك النبي عيسى (عليه السلام) تعود في الواقع الى جذر واحد ، وهو الخروج عن شح الذات الى أفق الحق ، والعيش للناس وليس للذات ، وجعل الحق وليس النفس واهوائها محورا.
وإنّ في هذه الآية تأكيد على دور الأم وضرورة البر بها ، وقد وصّى أنبياء الله جميعا بها خيرا ، والبرّ بها دليل الايمان ووسيلة الزلفى الى الله ، وقد أكد الإسلام على دورها ، وضرورة البر بها ، فهذا النبي محمد (صلى الله عليه وآله) يسأله رجل :
«من أحق الناس عليّ؟ قال : أمك ، قال : ثم من؟ قال : أمك ، قال : ثم من؟ قال : أباك» (١)
ومرة جاءت أم سلمة الى رسول الله تشكو اليه حالة بنات جنسها وتقول : ان كل الفخر للرجال ، فيقول لها الرسول (ص):
«بلى .. إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم ، القائم ، المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ، فاذا وضعت كان لها من الأجر ما لا يدري أحد ما هو لعظمه ، فاذا
__________________
(١) وسائل الشيعة ج ١٥ ص ٢٧٠.