أرضعت كان لها بكل مصة تعدل محرر من ولد إسماعيل ، فاذا فرغت من رضاعه ضرب ملك كريم على جنبها وقال : استأنفي العمل فقد غفر لك» (١)
[٣٣] (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)
فحقيقة السعادة أو الشقاء تتجسد منذ لحظة الولادة.
وإنّه بعد ما وضح عيسى (عليه السلام) أهداف ومحتوى رسالته المبدئية ، أراد ان يكمل هذه الاهداف بتوضيح الإطار الاجتماعي لرسالته ، بأنه لم يرسل جبارا ، فيعثى في الأرض فسادا ، بل أرسل رحمة الى الناس وسلاما ، يحمل السلام إليهم منذ لحظة ولادته ، الى لحظة بعثه للحياة مرة اخرى.
وكلمة اخيرة : ان هذا الدرس يلخّص قيم الرسالة فيما يرتبط بدور الام ، وكيفية تربيتها لوليدها.
وان وراء كل قصة في القرآن قيمة حضارية.
__________________
(١) جامع السعادات ج ٢ ص ٢٦١.