الحقائق بحسب وضعه المادي ، ويقول : (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا)
خير مقاما : يعني أحسن مكانا ، وأكثر نديّا : أكثر أصحابا وجماعة.
[٧٤] (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً)
لقد أهلكنا كثيرا من الأمم السابقة بالرغم من أنهم كانوا يتملكون الأمتعة ومظاهر الأبهة والعظمة ، لأنهم لم يفكروا أو يعتبروا.
إن الحقائق تقاس بذاتها لا بما يملك الإنسان من ماديات ومظاهر ، وإن هذه المظاهر ليست دليلا على أن الله يحب صاحبها أو أنه يرضى بعمله.
[٧٥] (قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا)
إن الله يمد في ضلالة الإنسان الضال ، بامداده بالنعم ، حتى يفقد الأمل في العودة الى الهداية ، آنئذ يأخذه مرة واحدة أخذ عزيز مقتدر.
(حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ)
أما عذابا بئيسا في الدنيا أو عذابا بئيسا في الآخرة.
(فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً)
آنئذ يعلمون بأن أموالهم وأولادهم لا تغني عنهم من الله شيئا ، كما أن أصحابهم وجنودهم ورجالهم لا يغنون عنهم من الله شيئا إذا حانت ساعة الثورة ، وأحاط بهم العذاب على يد المستضعفين في الدنيا ، أو سبق الأجل ثورة المستضعفين فأخذهم الى نار جهنم ، حينئذ سيعلمون عاقبة الغرور بالدنيا وزينتها. إن فخر الإنسان ومباهاته يجب أن يتأخر الى الآخرة ، وإذا خطر بباله أن يغتر بالدنيا فعليه