تبقى له ولا هو يبقى لها ، ويوم القيامة يأتي وحده عاريا حافيا حاسرا ، لا يملك أي شيء «وَيَأْتِينا فَرْداً».
[٨١] إنّ البشر يبحث عن شيء أو شخص يعتمد عليه ، ويجبر به ضعفه الذاتي ، ويعالج به شعوره بالضعفة والذلة. فقد يتخذ المال والأولاد جابرا لضعفه فيعتز بها ، وقد يبحث عن آلهة من أصنام بشرية أو حجرية ـ فيقول عنه ربنا :
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا)
هؤلاء بدورهم اتخذوا آلهة انتموا إليها من أجل أن يكونوا أعزاء ، وأساسا الانتماء الى جهة ما سواء كانت عشيرة ، أو حزبا ، أو تيّارا سياسيّا ، أو سلطة حاكمة ، أو ما أشبه ، إن لم يكن من أجل الله ، ومن أجل القيم والرسالة ، فلا بدّ أن تكون من أجل العزّة الدنيوية ، ذلك ان الإنسان حينما يشعر بنقصه الذاتي فيرى نفسه مهينا ضعيفا يحاول الانتماء الى جهة معينة ، كأن ينتمي الى تيّار حزبي مثلا لكي يعطيه العزة التي يبحث عنها ، وهناك طائفة كبيرة من الناس ـ وللأسف ـ يسيرون على هذا النهج ، فهم بالاضافة الى أنهم لن يجدوا عندهم العزة ، فإنهم سيكونون عليهم ضدّا.
[٨٢] (كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا)
آنئذ سيندمون ندما شديدا ، ويتحسرون على شبابهم الذي ضيّعوه في خدمة هذا التجمع الزائف ، وقيادته الكافرة ، ويقولون : لقد اتبعناه ، ووفرنا له العزة والسلطة على حساب مصلحتنا ، ومصلحة أمتنا ، وقيم رسالتنا ، ولم نحصل مقابل ذلك إلا على سخط الله من جهة ، وعداوة من انتمينا إليهم. وهذه النهاية المأساوية ليست مقصورة على يوم القيامة ، بل هي كثيرا ما تتحقق في الدنيا قبل الآخرة. إنّ الطاغية