فيها خيرا مما أوتيت في الدنيا ، يقول الله عز وجل : (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) والضد القرين الذي يقرن به) (١)
[٧٩] (كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ)
وأما ما يحصل عليه عمليا من نعم ومكاسب مادية في الحياة الدنيا ، فمن يضمن أنها ستكون مصدر سعادة له ، بل على العكس من ذلك قد تجرّه الى تعاسة وعذاب.
(وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا)
إن هذه النعم ليست سعادة بالنسبة إليه ، وإنما هو ذنب عجّلت عقوبته ، كما جاء في الحديث وهو لا يشعر بذلك.
[٨٠] (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً)
معنى الآية ـ كما ذكروا ـ إن الله يرث ما يقوله الفرد عن المال والأولاد ، وبتعبير آخر : يرث الله منه ما يعتمد عليه.
إن ما يحصل عليه من المال والولد سيذهب عنه بعد حين ، والذين كان لديهم أموال وأولاد ذهبوا عن أموالهم وأولادهم أيضا ، ولم يصحبوا معهم الى القبر سوى قطعتين من الكفن.
الله سبحانه هو الباقي وهو الذي يرث الأرض ومن عليها ، فالأولاد والأموال لا
__________________
(١) نور الثقلين ج ٣ ص ٣٥٦.