وجميع حدود الحرم مختلف فيها ؛ لأن فى حده من جهة الطائف على طريق عرفة من بطن «نمرة» أربعة أقوال : نحو ثمانية عشر ميلا ، على ما ذكر أبو الوليد الباجى المالكىرحمهالله تعالى.
وأحد عشر ميلا على ما ذكره الأزرقى ، والفاكهى ، وابن خرداذبة الخراسانى فى كتابه «المسالك والممالك».
وتسعة أميال ـ بتقديم التاء ـ ذكره ابن أبى زيد فى النوادر.
وسبعة ـ بتقديم السين ـ ذكره الماوردى ، والشيخ أبو إسحاق الشيرازى ، والنووى.
وفيما قالوا : نظر قوى. يقتضى بعد استقامة قولهم ، كما سيأتى بيانه إن شاء الله تعالى.
وذكر النووى : أن الأزرقى تفرد بما قاله فى ذلك.
ولم يتفرد به ؛ لموافقة الفاكهى ، وابن خرداذبة له عليه. ولا أعلم له فى ذلك مخالفا قبل من ذكرنا. والله أعلم.
وفى حده من جهة العراق : أربعة أقوال : سبعة أميال ـ بتقديم السين ـ وثمانية ، وعشرة ، وستة.
وفى حده من جهة الجعرانة (١) : قولان : تسعة ـ بتقديم التاء ـ وبريد.
وفى حده من جهة التنعيم (٢) أربعة أقوال : ثلاثة ، ونحو أربعة ، وأربعة ، وخمسة.
وفى حده من جهة جدة قولان : عشرة ، ونحو ثمانية عشر ، على ما ذكره الباجى.
__________________
(١) الجعرانة : بكسر أوله إجماعا ثم إن أصحاب الحديث يكسرون عينه ويشدّدون راءه ، وأهل الإتقان والأدب يخطئونهم ويسكّنون العين ويخّففون الراء ، وقد حكى عن الشافعى أنه قال : المحدّثون يخطئون فى تشديد الجعرانة وتخفيف الحديبية
وقال أبو العباس القاضى : أفضل العمرة لأهل مكة ومن جاورها من الجعرانة لأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم اعتمر منها ، وهى من مكة على بريد من طريق العراق ، فإن أخطأ ذلك فمن التنعيم. انظر : معجم البلدان «الجعرانة».
(٢) التنعيم : بالفتح ثم السكون ، وكسر العين المهملة ، وياء ساكنة ، وميم : موضع بمكة فى الحل ، وهو بين مكة وسرف ، على فرسخين من مكة وقيل على أربعة ، وسمى بذلك لأن جبلا عن يمينه يقال له نعيم وآخر عن شماله يقال له ناعم ، والوادى نعمان. وبالتنعيم مساجد حول مسجد عائشة وسقايا على طريق المدينة ، منه يحرم المكيون بالعمرة.