وبه الآن فى الجهة التى تلى باب الكعبة فى أعلاها نقطة بيضاء مثل حبة سمسة ، على ما أخبرنى به ثلاثة نفر يعتمد عليهم من أصحابنا الفقهاء. وكان إخبارهم لى بذلك فى العشر الأخير من جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وثمانمائة. وفى هذا التاريخ شاهدوا ذلك على ما ذكرا.
ومن فضائله : «أنه يشهد يوم القيامة لمن استلمه بحق». كذا رويناه من حديث ابن عباس رضى الله عنهما مرفوعا فى الترمذى. وله فضائل أخر.
وأما الركن اليمانى : فمن فضائله : ما رويناه عن ابن عمر رضى الله عنهما «أنه كان يزاحم على الركنين ، فقيل له فى ذلك ، فقال : إنه أفضل ، فإنى سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوسلم يقول : «إن مسحهما كفارة للخطايا». أخرجه الترمذى (١).
وروينا عن ابن عمر رضى الله عنهما : أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «مسح الحجر الأسود ، والركن اليمانى : يحط الخطايا حطّا». أخرجه ابن حبان. وهذا فى حق الرجال.
وأما النساء : فلا يستحب ذلك لهن إلا فى خلوة. ويكره لهن مزاحمة الرجال على ذلك.
* * *
__________________
(١) أخرجه الترمذى فى سننه ، كتاب الحج ، حديث رقم (٩٥٩) من طريق : قتيبة ، حدثنا جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن ابن عبيد بن عمير ، عن أبيه أن ابن عمر كان يزاحم على الركنين زحاما ما رأيت أحدا من أصحاب النبى صلىاللهعليهوسلم يفعله فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، إنك تزاحم على الركنين زحاما ما رأيت أحدا من أصحاب النبى صلىاللهعليهوسلم يزاحم عليه ، فقال : إن أفعل فإنى سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن مسحهما كفارة للخطايا». وسمعته يقول : «من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه كان كعتق رقبة». وسمعته يقول : «لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه خطيئة وكتب له بها حسنة». قال أبو عيسى : وروى حماد بن زيد عن عطاء بن السائب ، عن ابن عبيد بن عمير ، عن ابن عمر نحوه ولم يذكر فيه عن أبيه ، قال أبو عيسى : هذا حديث حسن.