وممن ولى مكة فى خلافة عبد الملك ، أو فى خلافة أحد من أولاده المذكورين أو فى خلافة عمر بن عبد العزيز : أبو حراب محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحارث ابن أمية الأصغر القرشى ، وكان على مكة فى زمن عطاء بن أبى رباح.
ثم ولى مكة فى خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك : خاله يوسف بن محمد بن يوسف الثقفى ، ودامت ولايته إلى انقضاء خلافته.
ثم ولى مكة فى خلافة يزيد بن الوليد بن عبد الملك : عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ـ فيما أظن ـ والله أعلم.
ثم وليها فى خلافة مروان بن محمد بن مروان ـ آخر الخلفاء الأمويين ـ عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز ـ المقدم ذكره ـ ثم عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك ، ثم أبو حمزة المختار بن عوف الخارجى الأباضى بالتّغلّب بعد الحج من سنة تسع وعشرين ومائة ، وسار أبو حمزة إلى المدينة.
واستخلف على مكة أبرهة بن الصباح الحميرى ، وسار لحربه من الشام : عبد الملك ابن محمد بن عطية السعدى ، فالتقوا بالأبطح واقتتلوا إلى نصف النهار ، وقيل : أبرهة ، وأبو حمزة وخلق من جيشه.
وقيل : إن أبا حمزة قتل بوادى القرى ، قتله جيش بن عطية فى آخر هذا العام ، وهو عام ثلاثين ومائة ، راجعا من اليمن ليقيم الحج بعد قتله لطالب الحق الذى يدعو له أبو حمزة.
وكان قد استخلف على مكة ـ إذ سار إلى اليمن ـ رجلا من أهل الشام يقال له ابن ماعز.
وولى مكة لمروان : ـ السابق ذكره ـ الوليد بن عروة السعدى ـ ابن أخى عبد الملك ـ ودامت ولايته إلى انقضاء خلافة مروان.
ورأيت فى نسخة من كامل ابن الأثير : أن محمد بن عبد الملك بن مروان : كان على مكة والمدينة والطائف فى سنة ثلاثين ومائة ، وأنه حج بالناس فيها. ولم أر ما يدل إلا لحجه بالناس دون ولايته. والله أعلم.
ثم ولى فى خلافة أبى العباس السفاح ـ أول الخلفاء العباسيين ـ : عمه داود بن على ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، ثم زياد بن عبد الله الحارثى خال السفاح ، ثم العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب.